واشنطن ترسل طائرات حربية إلى بورتوريكو لمكافحة عصابات المخدرات
نشرت صحيفة "هندوسيان تايمز" الهندية تقريراً يسلط الضوء على تجربة "الفيل الوردي"، التي انتشرت بشكل واسع على الإنترنت، موضحةً التحديات التي تواجه الأشخاص عند محاولتهم التحكم في الأفكار المتطفلة، لا سيما تلك المرتبطة بالقلق.
وتبدأ التجربة بعبارة بسيطة: "لا تفكر في الفيل الوردي." ورغم وضوح التحذير بعدم التفكير في هذا الفيل، يجد أغلب الأشخاص أنفسهم غير قادرين على مقاومة هذه الفكرة، بل يصبح العقل مهووسًا بها بشكل غير متوقع.
أصل التجربة
ظهرت هذه التجربة لأول مرة في رواية الخيال العلمي "مدينة في السماء" للكاتب كيرت سيودماك عام 1947.
واستخدم الكاتب هذا المفهوم لتوضيح ظاهرة نفسية غريبة لكنها شائعة، ومفادها أنه "كلما حاول الإنسان قمع فكرة معينة، وخاصة إذا كانت مصحوبة بصورة مرئية، زادت تلك الفكرة إلحاحاً على الظهور في ذهنه".
تفسير علمي
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن هذه الظاهرة ترتبط بطريقة عمل الدماغ البشري. فالأدمغة البشرية تعمل من خلال الروابط، وعندما نستمع إلى عبارة مثل "الفيل الوردي"، يقوم العقل تلقائيًا بإنشاء صورة ذهنية للفيل، مما يؤدي إلى تثبيت الفكرة بدلًا من التخلص منها، وعندما نحاول قمع هذه الصورة بقوة، فإننا في الواقع نعزز وجودها في أذهاننا دون قصد.
تأثير التجربة على المصابين بالقلق
وتزداد صعوبة هذه الظاهرة لدى الأفراد الذين يعانون من القلق، حيث تصبح الأفكار المتطفلة أكثر إلحاحاً وإزعاجاً عندما يحاول الشخص بشكل متكرر مقاومتها أو تجنبها.
وتُظهر هذه الأفكار المزعجة بوضوح كيف يمكن للعقل أحيانًا أن يكون عائقًا أمام السعي نحو الراحة النفسية.
"الآفانتازيا" وحماية من الأفكار المتطفلة
وعلى الرغم من ذلك، لا تنطبق هذه التجربة على الجميع بالطريقة ذاتها، فالأشخاص الذين يعانون من "الآفانتازيا" – وهي حالة تتمثل في عدم القدرة على تكوين صور ذهنية – يجدون صعوبة أقل في التعامل مع الأفكار المتطفلة.
فعدم قدرتهم على تصور الصور الذهنية يساعدهم بشكل طبيعي على مقاومة الأفكار المزعجة، بحسب التقرير المنشور.
فوائد محتملة لقمع الأفكار
وأظهرت دراسات أجرتها جامعة كامبريدج مؤخرًا أن قمع الأفكار المخيفة قد يكون له فوائد صحية نفسية.
فالتحكم في هذه الأفكار قد يساعد على تحسين القدرة على التعامل مع المخاوف وتقليل آثارها السلبية على الصحة النفسية، مما يقدم أملًا للأشخاص الذين يعانون من القلق وأفكارهم المتطفلة.
ويشير الخبراء إلى أن تجربة "الفيل الوردي" ليست مجرد اختبار بسيط، بل هي نافذة على كيفية عمل أدمغتنا وتأثير محاولاتنا للتحكم في الأفكار غير المرغوب فيها، وهي تذكير بأن العقل أداة معقدة تتطلب أحيانًا فهمًا أعمق بدلاً من المقاومة المباشرة.