كشفت دراسة جديدة عن التحديات النفسية والجسدية اليومية التي يواجهها مرضى اضطراب النوم العصبي النادر المعروف باسم فرط النوم مجهول السبب (Idiopathic hypersomnia – IH).
ويتميز هذا الاضطراب بـالنعاس المفرط خلال النهار، حتى بعد نوم ليلة كاملة، وصعوبة كبيرة في الاستيقاظ، إضافة إلى شعور دائم بعدم اليقظة الكاملة وارتباك ذهني يؤثر في الأداء الإدراكي.
ورغم تأثيراته الواضحة، لا يزال هذا الاضطراب غير معترف به رسميًا وغالبًا ما يُشخّص خطأً، ما يعقّد إمكانية العلاج الفعّال، وفق ما ذكرت مجلة Medical Express.
حللت الدراسة محتوى منشورات، ومدونات، وفيديوهات 123 مريضًا من بلدان متعددة خلال 10 سنوات، مستخلصة أوصافًا حقيقية للأعراض وتأثيرها في الحياة اليومية. وصُنّفت هذه التجارب وفق أربعة محاور رئيسية:
النعاس المستمر أثناء النهار.
النوم غير المنعش رغم ساعات النوم الكافية.
نوبات السلوك التلقائي، إذ يؤدي المرضى مهام دون وعي كامل.
انخفاض الطاقة البدنية بشكل شديد.
وصف الباحثون هذه التجربة بأنها تشبه العيش تحت الماء، حيث لا يشعر المريض أبدًا باليقظة الكاملة.
إلى جانب الأعراض الجسدية، يؤثر فرط النوم في العلاقات الشخصية، والعمل، والدراسة، والصحة النفسية.
ويبلغ العديد من المرضى عن العزلة الاجتماعية والاكتئاب وصعوبة التكيف مع إعاقة غير مرئية.
وقالت الدراسة إن "العيش في ضباب مستمر ومواجهة جسد يقاوم الاستيقاظ يكشف تمامًا عن عمق هذا الاضطراب وتأثيره في الأداء اليومي ونوعية الحياة"، مؤكدين أن فرط النوم مجهول السبب ليس مجرد نعاس مفرط، بل اضطرابا متعدد الجوانب يؤثر بشدة في الصحة الإدراكية والعاطفية".
بحسب الخبراء، يعد إبراز تجارب المرضى خطوة حاسمة في توجيه جهود التشخيص والعلاج والدعم النفسي والاجتماعي، ويأمل الباحثون أن تساعد هذه الرؤى على تحسين فهم هذه الحالة الصعبة وتقديم رعاية أفضل لمن يعانون منها.