أثار مقطع فيديو قصير يظهر فيه روبرت ف. كينيدي جونيور، وزير الصحة الأمريكي، وهو يسكب سائلاً أزرق اللون في كوب من الماء اهتماماً كبيراً عبر الإنترنت، نظراً لمكانته الصحية البارزة.
ورغم أن كينيدي لم يعلق على الفيديو، إلا أن السائل يبدو أنه "الميثيلين الأزرق"؛ وهو صبغة كيميائية اكتسبت شهرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يزعم المستخدمون أنها تعزز وظائف المخ والمناعة، وحتى الحماية من مرض الزهايمر.
وتم تصنيع الميثيلين الأزرق لأول مرة في عام 1876، وكان يستخدم في الأصل كصبغة للنسيج، ولكن سرعان ما وجد في تطبيقات طبية.
وبحسب تقرير جديد نشرته جامعة "ماكجيل" الكندية، تم اكتشاف قدرة الميثيلين على قتل طفيليات الملاريا، وتم استخدامه لاحقًا للكشف عن التلوث البكتيري في الحليب.
وفي الآونة الأخيرة، تم استكشاف الميثيلين الأزرق لعلاج الميتهيموغلوبينية، وهي حالة دموية حيث يفقد الهيموغلوبين قدرته على حمل الأكسجين، إذ يمكن للمادة الكيميائية استعادة نقل الأكسجين في خلايا الدم الحمراء عن طريق تحويل أيون الحديديك في الهيموجلوبين إلى حالته الحديدية، مما يمكّن الخلايا من حمل الأكسجين مرة أخرى.
وعلى الرغم من تاريخه الطبي، فقد عاد الميثيلين الأزرق إلى الظهور كمكمل غذائي في مجتمع العافية، مع ادعاءات بأنه يمكن أن يحسن الذاكرة والإدراك والطاقة وحتى إبطاء الشيخوخة. ومع ذلك، لا يوجد دليل سريري يدعم هذه الادعاءات.
وبحسب الأطباء، يمكن أن تشكل هذه المادة مخاطر صحية، بما في ذلك الغثيان والإسهال. أحد المخاوف الكبيرة هو تفاعله مع مضادات الاكتئاب، حيث يعمل الميثيلين الأزرق على تثبيط إنزيم مسؤول عن تكسير السيروتونين. وقد يؤدي هذا إلى الإصابة بمتلازمة السيروتونين، وهي حالة خطيرة محتملة.
وفي حين أن استخدام كينيدي للأزرق الميثيليني لا يزال غير واضح، فقد أثار الفيديو تساؤلات حول فوائد هذه المادة، خاصة في ظل عدم وجود أدلة علمية تدعم ذلك.
ومع استمرار النقاش، يحث خبراء الصحة على توخي الحذر عند التفكير في استخدام الميثيلين الأزرق خارج العلاجات الطبية المعتمدة.