في دراسة علمية حديثة نشرتها مجلة Cell، توصّل فريق من الباحثين من الدنمارك وبريطانيا والولايات المتحدة إلى كشف مذهل حول ما يحدث في أدمغتنا أثناء النوم، واصفين العملية بأنها "تشبه تشغيل غسّالة الصحون قبل النوم، والاستيقاظ على دماغ نظيف"، بحسب ما قالته الباحثة الرئيسة مايكِن نيديرغارد لموقع Scitechdaily العلمي.
أُجريت الدراسة على فئران مخدّرة، إذ لاحظ العلماء أن جذع الدماغ يطلق موجات صغيرة من مادة النورأدرينالين كل 50 ثانية تقريباً. هذه المادة، التي تُفرز أيضاً من الغدد الكظرية وتُعرف بكونها هرمون التوتر، تلعب دوراً رئيساً في ما وصفه الباحثون بعملية "الغسل الداخلي".
كل دفعة من النورأدرينالين تتسبب بانقباض الأوعية الدموية تحت القنوات الدماغية لثوانٍ، ثم تعود لتتوسع، ما يدفع بالسائل النخاعي – أو ما يُعرف بسائل الغسل – إلى التدفق تدريجياً داخل القنوات نحو العُقد اللمفاوية القريبة خارج الدماغ، التي تُعد جزءاً من نظام التصريف في الجسم.
وفي تصريح لموقع T3n الألماني، أوضح الباحثون أن هذه الآلية تمثل وظيفة حيوية تُنَفَّذ بانتظام خلال النوم، وقد تكون لها علاقة مباشرة بصحة الدماغ على المدى الطويل.
اللافت في الدراسة أن الفريق لاحظ تراجعاً كبيراً في هذه العملية لدى الفئران التي تناولت عقار "زولبيديم"، وهو منوّم شهير. ورغم أن هذه الفئران دخلت في النوم بسرعة، فإن نشاط النورأدرينالين انخفض بشكل ملحوظ، ما قلّل من فاعلية "غسل الدماغ" الليلي.
ورغم أن التجربة أُجريت على فئران، فإن الباحثين يرجّحون أن الآلية نفسها تنطبق على البشر، لكنهم أكدوا الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد النتائج.
هذه النتائج قد تفتح الباب لفهم جديد لتأثير الأدوية في جودة النوم، خصوصاً لدى من يعانون اضطرابات النوم المزمنة. كما تسلط الضوء على أهمية النوم الطبيعي في تعزيز صحة الدماغ وتنقيته من "الفضلات" العصبية.