كشفت دراسة حديثة أن أجسادنا تعكس حالة من الالتصاق بالشاشة عندما نكون على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبينت الدراسة التي نشرت على موقع "ساينس آليرت"، أنه طُلب من 54 شاباً بالغاً تصفح حسابهم في "إنستغرام" على هواتفهم لمدة 15 دقيقة كما يفعلون عادة في حياتهم اليومية.
وقام الباحثون بربط أقطاب كهربائية على صدورهم وأصابعهم؛ مما سمح بتسجيل معدل ضربات قلبهم و"موصلية الجلد"، وهو مؤشر على التعرق.
ويستطيع علماء النفس استخدام هذه العلامات الفسيولوجية لاستنتاج الحالات العقلية والعواطف الدقيقة، كما أضاف العلماء أيضًا حالة تحكم حيث يقرأ المشاركون مقالًا إخباريًّا على هواتفهم، قبل تسجيل الدخول إلى "إنستغرام" مباشرةً.
ووجدت الدراسة أنه بالنسبة لحالة قراءة الأخبار، فإن التمرير على موقع "إنستغرام" أدى إلى تباطؤ ملحوظ في معدل ضربات قلب المشاركين، وفي الوقت نفسه، أدى إلى زيادة استجابتهم للتعرق.
ومن خلال أبحاث أخرى تبين أن مثل هذا النمط من الاستجابات الجسدية يُظهر أن انتباه شخص ما منغمس بالكامل في حافز مهم أو عاطفي للغاية في بيئته، بأنها حالة من الإثارة المتزامنة والانغماس العميق في شيء ذي معنى كبير بالنسبة لنا.
ومن المهم أن ندرك من حالة التحكم أن مجرد التحدث على الهاتف أو القراءة لم يكن السبب وراء هذه الاستجابة الجسدية؛ لذا يبدو أن هناك شيئًا خاصًّا في وسائل التواصل الاجتماعي يمكنه أن يستحوذ علينا بسهولة.
وكان التأثير الأكثر إثارة للاهتمام في الدراسة هو ما حدث عند مقاطعة المشاركين في نهاية فترة استخدامهم لتطبيق "إنستغرام"، وطلبنا منهم العودة لقراءة مقال إخباري آخر.
وبدلاً من الخروج من الإثارة والعودة إلى حالة أكثر هدوءًا، زادت استجابة المشاركين للتعرق بشكل أكبر، بينما زاد معدل ضربات القلب أيضًا بدلاً من التباطؤ أكثر.
ما ساعد في تفسير هذه التأثيرات هو تقييمات المشاركين لعواطفهم، فقد جمع الباحثون التقييمات قبل نوبة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وفي الوقت الذي طلبنا منهم فيه الخروج.
وأفاد المشاركون أنهم شعروا بالتوتر والقلق عندما اضطروا إلى قطع الاتصال بمواقع التواصل الاجتماعي. حتى أنهم أفادوا بأنهم شعروا برغبة شديدة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في تلك اللحظة.