يعاني كثيرون من ظاهرة مألوفة وهي التمدد على السرير في نهاية يوم مرهق على أمل النوم سريعاً، ثم البقاء مستيقظين لساعات، بينما يواصل العقل عرض مشاهد اليوم أو الانشغال بمخاوف الغد.
ولمن تتكرر لديهم هذه الحلقة المزعجة، قد يكون الحل بسيطاً و"مجرباً".
الطبيب الأمريكي جو ويتينغتون، اختصاصي الطوارئ، ينصح بتقنية ذهنية تُعرف باسم "الخلط المعرفي" أو Cognitive Shuffling.
هذه الطريقة ساعدته -بحسب قوله- على كسر دائرة التفكير المفرط ودخول حالة من الراحة الذهنية تقوده للنوم، كما نقلت عنه صحيفة New York Times.
وتقوم الفكرة على تشتيت انتباه العقل عن الأفكار المقلقة التي تعيق النوم، دون تحفيزه بشكل يبقيه مستيقظاً.
مثال بسيط على ذلك: اختر كلمة عشوائية مثل "قط"، ثم ابدأ في استحضار كلمات تبدأ بالحرف الأول منها، مثل: "كرز"، "كوب"، "كرسي"، وهكذا.
بعد ذلك انتقل إلى الحرف الثاني، ثم الثالث، ثم انتقل لكلمة جديدة. الهدف هو إبقاء الدماغ منشغلاً بنشاط غير عاطفي وغير معقد.
الاختصاصي في العلوم المعرفية Luc P. Beaudoin، الذي طوّر هذه التقنية ووضعها تحت الاختبار في دراسة علمية نُشرت عام 2016، يوضح أن هذه الطريقة تحاكي نمطاً طبيعياً في الدماغ أثناء الاستعداد للنوم، لكنها تستبدل السيناريوهات المقلقة بصور ذهنية محايدة، ما يساعد على تهدئة النشاط العقلي.
لكن، كما يشير اختصاصي النوم Jorge I. Mora، لا توجد بعد أدلة كافية تجعل من "الخلط المعرفي" علاجاً معترفاً به للأرق، إلا أنه يراه أداة مفيدة عند دمجها مع عادات نوم صحية، مثل الابتعاد عن الكافيين والنيكوتين قبل النوم، وممارسة الرياضة، والحفاظ على مواعيد نوم منتظمة.
بدورها، توصي الاختصاصية النفسية Shelby Harris بتخصيص هذه التقنية حسب الشخص، كمثل تخيّل نكهات الكب كيك أو تذكر تفاصيل منزل الطفولة.
وإن لم يأتِ النوم بعد عشرين دقيقة، تنصح بالنهوض والقيام بنشاط هادئ في إضاءة خافتة حتى تظهر علامات النعاس.