في دراسة حديثة نشرتها مجلة Cell Reports، كشف باحثون من جامعتي كامبريدج البريطانية وفودان الصينية أنّ مجرد 15 دقيقة إضافية من النوم ليلاً قد تعزز قدرات الدماغ لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و14 عاماً، وتزيد من حجم أدمغتهم فعلياً.
الدراسة اعتمدت على بيانات من 3300 طفل ضمن دراسة أمريكية طويلة الأمد تُعرف باسم "ABCD"، وتبيّن من خلالها أنّ الأطفال الذين حصلوا على قدر أكبر من النوم – حتى وإن كان الفرق دقائق معدودة – أظهروا أداءً أفضل في اختبارات المفردات، والفهم القرائي، وحل المشكلات، والتركيز.
كما كشفت صور الرنين المغناطيسي عن أدمغة أكبر اتصالاً وتنظيماً، تحديداً بين قشرة الدماغ (المسؤولة عن التخطيط والذاكرة واللغة ) وبين البنى العميقة المرتبطة بالعواطف والدوافع.
الدكتور تشينغ وي من جامعة فودان، المشرف على البحث، أكّد أنّ البيانات لا تثبت العلاقة السببية بشكل نهائي، لكنها تعزز ما توصلت إليه دراسات سابقة حول دور النوم في تقوية الذاكرة وتثبيت المعلومات.
اللافت أنّ أياً من مجموعات الأطفال المشاركة لم تصل إلى الحد الأدنى الموصى به من النوم (8 إلى 10 ساعات). والمجموعة التي نالت أكبر قسط من النوم لم تتجاوز 7 ساعات و25 دقيقة، ومع ذلك تفوقت على أقرانها في الأداء الذهني وحالة القلب الليلي الأكثر هدوءاً، وهو مؤشر على صحة جسدية أفضل.
ووفقاً للدكتورة تشينغ ما من جامعة فودان، فإنّ الحاجة الآن لفهم الأسباب التي تدفع بعض الأطفال للسهر وقلة النوم، هل هي الهواتف الذكية، الألعاب الإلكترونية، وسائل التواصل، أم اضطرابات في الساعة البيولوجية؟
وتأتي هذه النتائج في ظل مؤشرات مقلقة، أبرزها أنّ نسبة الفتيات البريطانيات بعمر 11 عاماً اللواتي يعانين من نقص النوم الكافي للتركيز تضاعفت ثلاث مرات بين عامي 2014 و2022، بحسب تقرير Health Behaviour in School-Aged Children.
