يحتوي الباذنجان، وهو خضار شائع في العديد من المطابخ حول العالم، على مركبات قد تدعم صحة القلب وتساعد في خفض الكوليسترول الضار (LDL). ومع ذلك، يحذر خبراء التغذية من تناوله نيئًا بسبب المخاطر المحتملة على الصحة وصعوبة الهضم.
وتشير الدراسات الغذائية إلى أن الباذنجان غني بالألياف الغذائية التي تساعد على التخلص من الكوليسترول من الجسم عن طريق ربطه في الجهاز الهضمي. كما يحتوي على مضادات أكسدة مثل الأنثوسيانين، خاصة الناسينين الموجود في القشرة، وحمض الكلوروجينيك، والتي تحمي الخلايا من الإجهاد التأكسدي وقد تقلل الالتهابات ومستويات الكوليسترول الضار.
وبحسب مجلة التغذية وعلم السموم، أظهرت الدراسات على الحيوانات نتائج واعدة، حيث أثبتت الأبحاث على الأرانب المصابة بفرط الكوليسترول أن عصير أو مستخلصات الباذنجان خفضت مستويات الكوليسترول بشكل ملحوظ وحسّنت صحة الشرايين. أما الدراسات البشرية، رغم محدوديتها، فتشير إلى تأثير معتدل ومؤقت عند تناول الباذنجان ضمن نظام غذائي متوازن أو كشاي عشبي.
مخاطر تناول الباذنجان النيء
ورغم هذه الفوائد المحتملة، يُنصح بعدم تناول الباذنجان نيئًا. فهو يحتوي على مادة السولانين، وهي سم طبيعي موجود في نباتات الباذنجانية. وعلى الرغم من أن الكمية ضئيلة، إلا أن تناول الباذنجان النيئ بكميات كبيرة قد يسبب الغثيان أو القيء أو مشاكل أخرى. وتقلل طرق الطهي مثل الخبز أو البخار أو السلق من محتوى السولانين إلى مستويات آمنة وتجعل الخضار أسهل للهضم.
وتقول الدكتورة إميلي سميث، خبيرة التغذية المتخصصة في صحة القلب: "المركبات الفعالة في الباذنجان تُمتص بشكل أفضل عند طهيه. فالطهي لا يحسن فقط من الهضم، بل يضمن أيضًا تقليل المواد الضارة مثل السولانين إلى مستويات آمنة."
وينصح خبراء الصحة بإدراج الباذنجان المطهو ضمن نظام غذائي متوازن يحتوي على أطعمة غنية بالألياف ومضادات الأكسدة لدعم التحكم في مستويات الكوليسترول. وتشمل الوصفات الشائعة الباذنجان المشوي أو المطهو في اليخنات، مما يسمح بالاستفادة من فوائده الصحية بأمان.
في الختام، يمكن أن يساهم الباذنجان في خفض الكوليسترول الضار ودعم صحة القلب، إلا أن تناوله نيئًا غير مستحب. فالطهي يضمن السلامة، ويزيد من امتصاص المركبات المفيدة، ويجعل الباذنجان إضافة قيمة للنظام الغذائي الصحي.
