مقتل 5 جنود بتفجير انتحاري في شمال شرق نيجيريا
بعيداً عن الجدل التاريخي حول التباينات السلوكية والمعرفية بين الذكور والإناث، تُظهر الدراسات العلمية الجديدة أن مئات الجينات داخل المخ البشري تُؤدّي وظائف متباينة بين الجنسين. هذا التباين قد يوضح الفروق في هيكل الدماغ، وآلية أدائه، وحتى معدلات التعرض لبعض الأمراض.
وتشير الدراسات إلى أن هذه الفروق الجينية لا تنشأ في مرحلة البلوغ كما كان يُعتقد سابقا، بل تبدأ داخل الرحم خلال تكوّن الدماغ، قبل تشكّل الخصيتين أو المبيضين. ما يعني أن جذور هذه الاختلافات وراثية قبل أن تكون هرمونية أو بيئية.
وفي دراسة واسعة أجريت عام 2025 على أدمغة أجنة، وُجد أن أكثر من 1800 جين كان أكثر نشاطا لدى الذكور، و1300 لدى الإناث، وهي نتائج تتطابق تقريبا مع الاختلافات الجينية التي رُصدت في أدمغة البالغين لاحقا.
وفي دراسة أخرى نشرت هذا العام وفقا لـ"ساينس أليرت"، تبيّن أن 610 جينات تعمل بنشاط أكبر في أدمغة الذكور، مقابل 316 جينا لدى الإناث.
ورغم أن توقعات العلماء كانت تميل إلى أن هذه الفروق ستظهر فقط في الجينات الموجودة على الكروموسومات الجنسية (X وY)، إلا أن المفاجأة كانت أن 90% من الجينات المختلفة بين الجنسين تقع على كروموسومات مشتركة لدى الجميع.
وهذا يشير إلى أن الهرمونات مثل التستوستيرون والإستروجين هي التي تتحكم بنشاط تلك الجينات في مراحل لاحقة من الحياة.
يرى الباحثون أن فهم هذه الفروق قد يساعد في تفسير سبب انتشار بعض الأمراض العصبية بشكل أكبر لدى جنس دون آخر، مثل الزهايمر وباركنسون. فبعض الجينات المتحيزة للذكور أو الإناث مرتبطة بعمليات عصبية أو خلوية قد تساهم في ظهور المرض أو تسريع تطوره.
وتبيّن أيضا أن بعض الجينات لا تختلف فقط بين الرجال والنساء، بل تختلف باختلاف المنطقة داخل الدماغ نفسه، ما يشير إلى أن وظائف محددة قد تعمل بطريقة مختلفة بين الجنسين.
مع ذلك، لا يعني اختلاف الجينات دائما اختلافا سلوكيا مباشرا، لأن الجسم قادر أحيانا على تعويض الفروقات البيولوجية والحفاظ على توازن البروتينات في الدماغ.