تواصل منصات التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك" الترويج لاتجاهات فقدان الوزن، مع مشاركة المحتوى مع ملايين المستخدمين. ومن بين الاتجاهات الأكثر شعبية مؤخرا هو دهن زيت الخروع على البطن، وشرب القهوة الممزوجة بالليمون، وكلاهما يروج لفوائدهما المفترضة في حرق الدهون.
فرك البطن بزيت الخروع
ويزعم اتجاه زيت الخروع أن فرك الزيت على البطن يوميا يمكن أن يساعد في تسطيح المعدة. لكن الخبراء يدحضون هذا الادعاء، ويؤكدون أنه لا يوجد أساس علمي لهذه النتائج.
وأكدت أخصائية التغذية "بريا تيو"من جمعية التغذية البريطانية لموقع "يورو نيوز"أن زيت الخروع على الرغم من أنه قد يرطب البشرة، إلا أنه لا يخترق بعمق كافٍ للتأثير على الدهون.
ويتفق الدكتور آدم كولينز من جامعة "سري" مع هذا الرأي، مشيرا إلى أنه لا توجد آلية أيضية يمكن من خلالها لزيت الخروع الموضعي أن يقلل من الدهون الحشوية.
وبالمثل، لا يزال اتجاه القهوة بالليمون، الذي اكتسب شعبية في عام 2024، ينتشر على نطاق واسع عبر تيك توك. ويزعم المؤيدون أن هذا المزيج يعزز عملية التمثيل الغذائي ويحرق الدهون. ورغم أن الكافيين قد يزيد عملية التمثيل الغذائي بشكل طفيف، إلا أن الخبراء يوضحون أن إضافة الليمون لا يعزز هذا التأثير.
وبحسب كولينز، فإن أي حرق ملحوظ للسعرات الحرارية يتطلب تناول كميات كبيرة من الكافيين؛ وهو ما قد يكون ضارا وخطيرا.
ويحذر الدكتور كريستوف ماثيس من جامعة "لوفين" الكاثوليكية أيضا من أن الإفراط في تناول الكافيين يمكن أن يعطل النوم وتنظيم الشهية؛ ما قد يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام.
وبعيدا عن عدم فعالية مثل تلك الاتجاهات، يحذر الخبراء من تأثيرها النفسي؛ إذ يمكن أن تؤدي الادعاءات المضللة إلى تشويه علاقة المستخدمين بالطعام وصورة الجسم، وخاصة بين الجماهير الشابة.
ويشير الدكتور ماثيس إلى أن هذا يمكن أن يؤدي إلى أنماط غير صحية عقليا لا علاقة لها بالاحتياجات الغذائية الحالية.
وتنصح بريا تيو بالتركيز على تغييرات صغيرة ومستدامة في نمط الحياة بدلا من الحلول السريعة. إن إضافة الفاكهة أو تبديل الوجبات الخفيفة يمكن أن يؤدي إلى نتائج أفضل على المدى الطويل، كما تؤكد أيضا أن الصحة تأتي في جميع أحجام الجسم، وأن الوزن وحده ليس مؤشرا نهائيا على أن صحة الجسم جيدة.
وفي نهاية المطاف، ورغم أن هذه الاتجاهات الشائعة قد تبدو مغرية، فإنها غالبا ما تفتقر إلى الدعم العلمي، وقد تسبب ضررا أكثر من نفعها، سواء جسديا أو عقليا.