logo
صحة

كيف تساهم الصداقات الجديدة بعد سن الـ65 في تعزيز صحة الدماغ؟

كيف تساهم الصداقات الجديدة بعد سن الـ65 في تعزيز صحة الدماغ؟
مركز رعاية لكبار السنالمصدر: رويترز
29 يونيو 2025، 2:06 ص

مع تزايد الأدلة العلمية على مخاطر العزلة الاجتماعية في سن الشيخوخة، ينصح الخبراء من تجاوزوا سن الخامسة والستين بإعطاء الأولوية لبناء صداقات جديدة، ليس فقط لأغراض الترفيه، بل للحفاظ على صحة الدماغ والرفاهية العامة على المدى الطويل.

وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن العلاقات الاجتماعية القوية لدى كبار السن تساهم في تقليل خطر التدهور المعرفي والإصابة بالخرف.

كما أشار موقع "Brain HQ" الصحي إلى أن التفاعل المنتظم مع الآخرين يعزز الصحة النفسية والعاطفية، ويساعد كذلك في الحفاظ على اللياقة الجسدية.

أخبار ذات علاقة

تعبيرية

5 علامات تحذيرية للسكتة الدماغية.. لا تتجاهلها

في المقابل، ترتبط العزلة الاجتماعية بعدد من المشكلات الصحية الخطيرة. إذ أظهر تقرير صادر عن الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب أن الوحدة لدى من تجاوزوا سن الخمسين قد تكون ضارة بقدر التدخين أو السمنة أو قلة النشاط البدني، وترتبط بزيادة خطر الاكتئاب وتراجع القدرات الذهنية.

تلعب الصداقات في مرحلة الشيخوخة دورًا محوريًّا في تحفيز الدماغ. وتقول البروفيسورة كارلين بول، أستاذة علم النفس في جامعة ألاباما في برمنغهام: "لقاء أشخاص جدد يعني التعرّف إلى معلومات وذكريات جديدة، وهو ما يعزز مرونة الدماغ وقدرته على بناء روابط عصبية جديدة".

حتى الأنشطة الاجتماعية البسيطة، مثل المشاركة في نادٍ للقراءة أو مجموعة مشي، يمكن أن تساهم في تعزيز الانتباه والذاكرة والمرونة العاطفية. وقد أكد بحث صادر عن المجلس العالمي لصحة الدماغ ومنظمة "AARP" أن الأشخاص النشطين اجتماعيًّا يعانون من تدهور معرفي أبطأ مقارنةً بغيرهم.

تخطي تحديات الانخراط الاجتماعي

رغم الفوائد العديدة للتواصل الاجتماعي، فإن الحفاظ على شبكة علاقات نشطة قد يكون أكثر صعوبة مع التقدم في العمر، خاصة بعد التقاعد أو الانتقال أو فقدان الأصدقاء القدامى. مع ذلك، يؤكد الخبراء أن تكوين علاقات جديدة ممكن في أي مرحلة عمرية، إذا توفرت الرغبة والنهج المناسب.

ويُنصح بالبدء من الاهتمامات الشخصية. فمثلًا، يمكن لمحبي التعلّم التسجيل في برامج التعليم المستمر، أو حضور محاضرات ومناقشات عامة. أما عشاق الحرف اليدوية، فبإمكانهم الانضمام إلى ورش الأشغال والفنون، أو التفاعل مع مجتمعات إلكترونية لهواياتهم. وتتوفر للرياضيين خيارات متعددة كصفوف اللياقة أو الانضمام إلى فرق تنس أو بولينغ أو مشي.

كما يشكل التطوع فرصة للتواصل وتحقيق ذاتي، عبر المساهمة في مبادرات تعليمية أو اجتماعية، خصوصًا تلك التي تربط كبار السن بالطلبة أو الأنشطة الثقافية. ويمكن لعشاق الكتب إنشاء نوادٍ للقراءة أو التطوع في المكتبات العامة، بينما يتيح حب الطهي خيارات مثل اللقاءات الجماعية أو الالتحاق بدورات الطبخ.

تواصل يمنح الحياة معنى

صحيح أن بناء علاقات جديدة قد يتطلب شجاعة للخروج من دائرة الراحة، إلا أن المكاسب تفوق الجهد المبذول. فالتواصل المستمر يعزز الإحساس بالانتماء والمعنى الشخصي، ويحفّز الدماغ ويقي من التدهور المعرفي.

وتؤكد بول: "عندما تتفاعل مع الآخرين، لا تحسّن صحتك العقلية فقط، بل تساهم أيضًا في تعزيز رفاهيتهم المعرفية".

ومع تزايد الاهتمام بجودة الحياة في مراحل الشيخوخة، يظهر التواصل الاجتماعي كوسيلة فعالة وسهلة للحفاظ على الصحة الذهنية. فالنشاط الاجتماعي لا يضيف فقط سنوات إلى الحياة، بل يضيف حياة إلى تلك السنوات.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC