في خريف 2023، أثار تقرير أمريكي ضجة كبيرة حين أعلن عن وجود مواد مثبطة للاشتعال في العديد من ملاعق ومغارف المطبخ المصنوعة من البلاستيك الأسود، وهي مواد قد تشكل خطراً على الصحة.
وسرعان ما انتشرت عناوين تحث على التخلص من هذه الأدوات فوراً. لكن، كما يوضح موقع The Post، كان هذا التقرير مليئاً بالأخطاء وسوء الفهم.
الدراسة التي نُشرت في مجلة Chemosphere، أجراها فريق مرتبط بمنظمة Toxic-Free Future البيئية في سياتل، حللت 203 قطع بلاستيكية سوداء، منها أدوات مطبخ.
وجدوا مواد تحتوي على عنصر البروم، خاصة مادة BDE-209 المحظورة في أوروبا في الأدوات التي تلامس الطعام.
لكن المشكلة كانت في عرض النتائج: من بين 200 عينة فقط، 17 احتوت على هذه المواد، أي أقل من 10٪ من إجمالي العينات، بينما العناوين الصحفية نسبت الرقم 85٪ بشكل خاطئ.
الأكثر إثارة للجدل كان اختبار التعرض الذي تم عبر غمر الأدوات في زيت مغلي لمدة 15 دقيقة، وهو أمر غير واقعي.
وبناءً على ذلك، حسب الباحثون أن التعرض اليومي قد يصل إلى 34700 نانوجرام من BDE-209، قريباً من الحد المزعوم "الآمن" 42000 نانوجرام، لكنهم أخطؤوا بنقل هذا الحد، حيث كان يجب أن يكون 420000 نانوجرام.
الاختصاصي الكيميائي جو شوارتز ومقدم البرامج روجيرو روليني كانا من أوائل من كشفوا هذه الأخطاء. بعد التصحيح، انخفضت التقديرات إلى أقل من 2٪ من الحد الحقيقي.
بالرغم من ذلك، ما زالت هذه الدراسة تسبب خوفاً غير مبرر. في أوروبا، تخضع أدوات المطبخ لفحوصات صارمة وفق معايير MOCA، ويُستخدم فقط البلاستيك المعتمد والمأمون. لذا، لا داعي للتخلص من ملاعق المطبخ السوداء كما روج البعض، فالعلم الحقيقي يقول غير ذلك.