logo
العالم

"الخريف الصعب".. مؤشرات نفاد الموارد تهدد أوكرانيا

"الخريف الصعب".. مؤشرات نفاد الموارد تهدد أوكرانيا
جندي أوكرانيالمصدر: (أ ف ب)
02 يوليو 2025، 7:25 م

وسط سباق مع الوقت ومعركة مفتوحة على كل الجبهات، تزداد المؤشرات التي تنذر بمرحلة صعبة قد تعصف بقدرة أوكرانيا على الاستمرار في حربها ضد الدب الروسي.

وذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز» أن القوات الأوكرانية قد تنفد مواردها خلال ستة أشهر، مشيرة إلى أن أوكرانيا قد تصل إلى الحد الأقصى لقدراتها القتالية ما لم تتلقَّ مساعدات عسكرية جديدة.

وأضافت الصحيفة أن الوضع على الجبهة يثير قلقًا لدى عدد من قادة حلف شمال الأطلسي، ما يعزز الحاجة إلى إيجاد حل دبلوماسي في ظل استمرار الضغوط الميدانية.

وفي وقت سابق، أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن القوات الأوكرانية تشعر بالقلق من التفوق العددي للقوات الروسية في مقاطعة سومي، وهو ما يعكس الفجوة المتزايدة في موازين القوى.

ميدانيًا، لا تزال القوات الروسية تحرز تقدمًا على مختلف المحاور، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها وجهت ضربات مركزة لتشكيلات الجيش الأوكراني في عدد من المحاور الاستراتيجية، موقعة خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد.

ومع استمرار هذه التطورات الميدانية وتزايد المخاوف الغربية، تبدو المرحلة المقبلة محفوفة بالتحديات، ويبقى السؤال، هل يستطيع الجيش الأوكراني الصمود مع اقتراب الخريف؟

أخبار ذات علاقة

جندي أوكراني يحمل ذخيرة

خبراء: "حرب الـ12 يوماً" تحرم أوكرانيا من إمدادات الأسلحة الأمريكية

مشكلات مستقبلية 

وفي هذا الإطار،  قال مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية ديميتري بريجع، إن الموارد العسكرية الأوكرانية «منتهية فعليًا»، مؤكدًا أن الاعتماد الكامل على الدعم الغربي سواء من الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة، ينذر بمشكلات مستقبلية كبيرة.

وأضاف بريجع، في حديث لـ«إرم نيوز»، أن الاعتماد على قوى خارجية يؤدي بالضرورة إلى تدخلات أجنبية لا تخدم مصلحة الدولة، وهو ما يحدث اليوم في أوكرانيا، مستشهدًا بما جرى في أفغانستان، حيث أدى الاعتماد المفرط على الدعم الأمريكي إلى انهيار الحكومة وسقوطها في يد طالبان.

وأشار إلى أن أوكرانيا تواجه خللاً سياسيًا وأزمات داخلية خانقة بسبب الحرب المستمرة ولا يمكن تجاوزها إلا عبر حوار داخلي شامل وتنظيم انتخابات واعتماد سياسة الحياد ونزع السلاح، إلى جانب الاعتراف بالتغيرات التي حدثت في شرق البلاد، محذرًا من أن استمرار النهج الحالي قد يؤدي إلى خسارة أوكرانيا مزيدًا من أراضيها لصالح القوات الروسية.

وأكد، أن كييف في وضع حرج للغاية، وتحتاج إلى مراجعة شاملة لاستراتيجاتها، قائلًا: «روسيا دولة كبرى ذات تعداد سكاني ضخم وصناعات عسكرية متطورة، بينما تبقى أوكرانيا دولة صغيرة، لا يمكنها الصمود طويلًا أمام هذا التفوق».

تسوية سياسية متكاملة

وشدد ديمتري بريجع على أن الحل الوحيد للأزمة يتمثل في التوصل إلى تسوية سياسية متكاملة تُنهي الصراع، وإلا فإن المنطقة بأكملها قد تكون مقبلة على حرب كبرى.

من جانبه، أكد إيفان يواس، مستشار مركز السياسات الخارجية الأوكراني، أن الوضع في أوكرانيا حرج في ظل تقارير تشير إلى احتمال مواجهة القوات الأوكرانية نقصًا في الموارد خلال الأشهر الستة المقبلة.

وأضاف يواس، في حديث لـ«إرم نيوز»، أن قدرة أوكرانيا على الصمود في وجه خطر نفاد الموارد تعتمد بشكل كبير على استمرار الدعم الدولي، إلى جانب التكيف الاستراتيجي من جانب القيادة الأوكرانية.

وأوضح، أن أوكرانيا بدون مساعدات عسكرية إضافية من الغرب قد تواجه القوات الأوكرانية صعوبات كبيرة على المدى القصير، خاصة بسبب نقص الذخيرة والمعدات، مشيرًا إلى أن الكثير يعتمد على قدرة الدول الأوروبية وشركاء أوكرانيا على مواصلة الدعم بالتعاون مع الولايات المتحدة.

وأكد أن الدور الأمريكي لا يزال محوريًا، إذ يمكن لواشنطن بيع الأسلحة لحلفائها الأوروبيين، الذين بدورهم يستطيعون توفيرها لأوكرانيا، مما يسهم في الحفاظ على توازن القوى في ساحة المعركة.

وأشار يواس إلى أن التحديات على المدى الطويل تظل قائمة فرغم ما أظهرته أوكرانيا من صمود، فإن الحفاظ على القدرة القتالية والبنية اللوجستية يتطلب دعمًا دوليًا مستمرًا، إلى جانب حلول مبتكرة في ظل الظروف المتغيرة للحرب.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

تلغراف: بوتين غيّر استراتيجية الحرب والهدف "كل أوكرانيا"

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC