تعتبر متلازمة المبيض متعدد الكيسات أو تكيس المبايض (PCOS)، السبب الأكثر شيوعًا لندرة الدورة الشهرية أو غيابها. وتصيب نحو 5% إلى 20% من النساء حول العالم، أي أنثى واحدة من كل 10 نساء وفتيات خلال سنوات الإنجاب.
ومتلازمة تكيس المبايض هي اضطراب هرموني شائع، قد تتسبب بغياب الدورة الشهرية وتؤثر على الجلد والشعر ومُختلف أعضاء الجسم، وتُعد أبرز سبب للعقم عند النساء.
وفي كل شهر يطلق المبيضان بويضة أثناء الدورة الشهرية، ولكن في متلازمة تكيس المبايض لا تتطور البويضة بشكل صحيح أو لا يتم إطلاقها.
ولا يوجد علاج نهائي حتى الآن، ولكن من خلال المتابعة الطبية يمكن السيطرة على الأعراض بشكل عام.
الميتفورمين أم (COC)
أجرى الباحثون في كلية الطب بجامعة "لياكت" للعلوم الطبية والصحية (LUMHS) في باكستان، دراسة نُشرت نتائجها مؤخرًا، لمقارنة تأثير "الميتفورمين" مع تأثير حبوب منع الحمل الفموية المركبة "COC" على مستويات الهرمون اللوتيني في الدم (LH) عند مريضات تكيس المبايض اللواتي يعانين من فرط الأندروجين.
وقالت الدكتورة إميليا إي جونز أماوي، الأخصائية في أمراض السكري والغدد الصم، والمشاركة في الدراسة ”من المعروف أن ارتفاع الهرمون اللوتيني يسبب أعراضا كثيرة ومزعجة عند مريضات تكيس المبايض، وتبرز أهمية دراستنا بكونها تهدف لتحديد الدواء الذي يسيطر على هذا الهرمون بشكل أفضل“.
وشملت الدراسة 200 امرأة، قُسمن بالتساوي إلى مجموعة تتناول ”الميتفورمين“، وأخرى أُعطيت موانع الحمل الفموية.
وأظهرت المتابعة أنّ 72 مريضة من مجموعة "الميتفورمين"، حدث عندهن حيض منتظم، بينما في مجموعة موانع الحمل الفموية، حدث الحيض المنتظم عند 58 مريضة فقط.
وكان "الميتفورمين" وموانع الحمل الفموية فعالين في تحسين حالة المرضى من حيث مستويات ”LH“ ومستويات هرمون التستوستيرون ومؤشر كتلة الجسم، ولكن "الميتفورمين" حقق معدلات تحسن أعلى بكثير مقارنة بمرضى مجموعة موانع الحمل الفموية.
دواء اليتروزول
غالبًا ما يترافق تكيس المبايض مع عقم الإباضة (العقم المرتبط بعدم القدرة على التبويض)، وتستخدم مثبطات الأروماتاز (AIs) مثل دواء "ليتروزول" لتحفيز الإباضة، وجاءت نتائج التجارب السريرية متناقضة عند مقارنة دواء "ليتروزول" مع "سترات الكلوميفين" (العلاج الأكثر استخدمًا)، ما دفع العلماء لإجراء مراجعة لتلك التجارب.
وشملت المراجعة 41 تجربة حول دواء "ليتروزول" ضمت 6522 امرأة، و26 تجربة حول "سترات الكلوميفين"، وأربع تجارب حول تقنية "تثقيب المبيض" (تقنية جراحية لتحفيز الإباضة).
وخلصت نتائج المراجعة إلى أنّ "اليتروزول" يزيد معدلات الحمل والولادات الحية مقارنةً مع "سترات الكلوميفين" عند استخدامه لتحفيز الإباضة، وتفوق "ليتروزول" على تقنية تثقيب المبيض من حيث معدل الولادات الحية بنسبة بسيطة.
وأشرف على المراجعة التي نُشرت نتائجها مؤخرًا، البروفيسور جام كريمر، الأستاذ في كلية العلوم الطبية بجامعة "رادبود".
البروبيوتيك
بالنظر إلى وجود الخلل الوظيفي الجنسي عند المريضات اللواتي يعانين من متلازمة تكيس المبايض، أجرى الباحثون في جامعة ”هرمزجان“ للعلوم الطبية، دراسة نُشرت نتائجها مؤخرًا حول تأثير ”البروبيوتيك“ الفموي على الوظيفة الجنسية لدى مريضات تكيس المبايض اللائي عولجن بدواء "ليتروزول".
وخلصت الدراسة إلى وجود زيادة هامة إحصائيًا في معدل الحمل الكيميائي والحمل السريري في المجموعة التي تناولت "البروبيوتيك"، و"الليتروزول" مقارنة بالمجموعة التي تناولت "الليتروزول" لوحده.
وقال المشرفون على الدراسة ”تشير نتائجنا الحالية إلى أن ثمانية أسابيع من إعطاء البروبيوتيك تحسن معدل الحمل الكيميائي والسريري والوظيفة الجنسية وصحة الجسم بشكل عام لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض“.
وينصح أطباء الغدد مريضات تكيس المبايض بالتقليل من تناول الدهون المشبعة ومنتجات الحليب؛ لأنها ترفع مستوى هرمونات الذكورة، وتناول الألياف والخضار الخضراء بشكل يومي، وتخفيف الوزن، والإقلاع عن التدخين، وممارسة الرياضة بانتظام.