تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن خلال الأيام الماضية، قصة مراهق يبلغ من العمر 16 عامًا تعرّض لمضاعفات خطيرة بعد عام واحد فقط من استخدام السيجارة الإلكترونية "الفيب".
وكانت قد وجّهت طبيبة أردنية تحذيرًا شديد اللهجة إلى الأهالي والمراهقين من مخاطر استخدام أجهزة التدخين الإلكتروني بعد تعاملها مع حادثة الفتى.
وقالت الطبيبة في منشورها على مواقع التواصل: "هاي صورة رئة شاب عمره 16 سنة، كان يستخدم الـVape من ورا أهله.. سنة وحدة بس، كانت كافية تتسبّب بتليّف دائم في الرئة. اليوم، عايش على الأوكسجين ليل نهار، بياخد الاسطوانة معاه على المدرسة، وممنوع يلعب رياضة أو يعيش حياته طبيعي."
وأشارت إلى أن الحالة الطبية التي أصيب بها المراهق تُعرف علميًا باسم "Popcorn Lung" ، وهي حالة مرضية نادرة ولكنها خطيرة، تُسبب تلفًا دائمًا في الشعب الهوائية الدقيقة داخل الرئة، ولا يوجد لها علاج يعيد الرئة إلى حالتها الطبيعية.
ومن جانبه أشار مساعد مدير عام مركز الحسين للسرطان الدكتور منذر الحوارات، إلى أن انتشار ظاهرة التدخين الإلكتروني بين الشباب تمثل ظاهرة صحية مقلقة.
وبين الحوارات في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن جميع الأبحاث العلمية والطبية حذرت من الظاهرة شديدة الخطورة بناء على أدلة موثقة تثبت أن استخدامها يسبب أضرارا صحية مؤكدة.
وعلى الرغم من أن بعض الشركات تروج "للفيب" كبديل أقل ضررا من السجائر التقليدية وفقا للحوارات، إلا أن الدراسات الحديثة تشير إلى مجموعة من المعطيات أهمها أن "الفيب" يعمل على الإصابة بأمراض الرئة وبما يعرف بـ "evali" وهذا قد يؤدي إلى فشل تنفسي حاد.
وهناك تأثير آخر، تحدث عنه الطبيب متعلق بنمو الدماغ لدى المراهقين، حيث إن النيكوتين الموجود بمعظم أنوع "الفيب" يؤثر سلبا على نمو أدمغة المراهقين خصوصا في الأجزاء المسؤولة على الانتباه والتحكم في السلوك.
وتابع الحوارات أن "الفيب" هو بوابة للتدخين التقليدي إذ أظهرت الدراسات أن الشباب الذين يبدأون بالفيب، يصبحون أكثر عرضة بثلاثة أضعاف للتحول للتدخين التقليدي لاحقا.
ويحتوي "الفيب" على مواد كيميائية سامة وقد تؤدي إلى تهيج الشعب الهوائية وأمراض مزمنة وكذلك السرطان.
وهناك جانب سلوكي وإدماني أشار له الطبيب الحوارات إذ إن استخدام "الفيب" يعزز سلوك الإدمان بسبب وجود مادة النيكوتين بتركيزات عالية، وسهولة استخدامه في أي مكان، مع توفر نكهات مغرية تستهدف فئة الشباب مثل الفواكه والحلوى. وهذا يصعّب عملية التخلص منه.
وبالنسبة لما يعرف بـ"رئة الفشار" (Popcorn Lung) بين الحوارات أن هذا اسم شائع لحالة طبية تُعرف علمياً باسم التهاب القصيبات التنفسية المسد، وهي من الأمراض الخطيرة التي قد تسبب ضرراً دائماً في الرئتين.
وعن علاقة رئة الفشار بالفيب قال الحوارات إن هذا المرض اكتُشف أول مرة لدى عمال مصانع الفشار الذين تعرضوا بشكل مزمن لمادة "داي أسيتيـل" وهي مادة كيميائية تُستخدم لإعطاء نكهة الزبدة الصناعية. فيما بعد، تبين أنها تسبب التهاباً وتندباً في القصيبات الهوائية الصغيرة في الرئتين.
وتحتوي بعض السوائل ذات النكهات الحلوة أو الزبدية في الفيب على مادة داي أسيتيـل، والتي عند استنشاقها يمكن أن تؤدي إلى نفس الضرر في الرئتين.
ومن الأعراض المرافقة لهذه الحالة: سعال مزمن، ضيق تنفس، خاصة أثناء الجهد، صفير في الصدر، وتدهور تدريجي في وظائف الرئة.
وشدد الحوارات على أن الخطورة تكمن في أنه لا يوجد علاج شافٍ، حيث إن العلاج يُعتبر عرضياً فقط، ويقتصر على محاولة إبطاء التدهور، وغالباً يكون هذا الضرر غير قابل للعكس.
وختم الحوارات حديثه بأن الفيب ليس آمناً كما يُروج، خصوصاً لدى الشباب، وانتشاره المتسارع قد يؤدي إلى أزمة صحية جديدة تتعلق بالرئة، وهذا السلوك الإدماني والأمراض المزمنة مع التأثيرات العصبية على المدى الطويل تؤكد على أنه يسبب أضراراً بليغة لمتعاطيه.