لا يقتصر استرجاع الذكريات العزيزة على كونه لحظة حنين، بل يعد وسيلة فعالة لدعم صحة الدماغ وتعزيز الوظائف المعرفية، وفق ما كشفه تقرير نشره موقع Brain HQ.
ويسمى هذا النهج العلاجي بـ"العلاج بالتذكر"، ويعتمد على استرجاع أحداث وذكريات مهمة من مراحل مختلفة من الحياة، خاصة تلك التي تتعلق بالعائلة أو الأصدقاء أو اللحظات المؤثرة.
وأكد الدكتور ديفيد ميريل، اختصاصي الطب النفسي لكبار السن ومدير مركز صحة الدماغ في معهد باسيفيك بكاليفورنيا، أن التذكر لا يعزز فقط الروابط الاجتماعية، بل يسهم أيضاً في تحسين الحالة النفسية.
وقال: "التأمل في الذكريات، حتى في حالات فقدان الذاكرة بسبب تقدم مرض الزهايمر، يمكن أن يكون مريحًا وذا أثر نفسي إيجابي".
وأشارت دراسات إلى أن العلاج بالتذكر يسهم في الحد من أعراض الاكتئاب، ويساعد على تعزيز الشعور بالرضا وتحقيق الذات، خاصة لدى كبار السن.
وأوضح ميريل أن هذه الممارسة تعيد ربط الشخص بماضيه، ما يمنحه شعورًا بالإنجاز والقيمة، خاصة عند استحضار لحظات ساهم فيها في تربية الأسرة أو بناء صداقات طويلة الأمد.
وأضاف أن التذكر يمكن أن يعمل كوسيلة لرفع المزاج والتخفيف من مشاعر الحزن، كما يحفز نشاط الدماغ ويزيد من الوعي الذهني والصفاء العقلي.
ويمكن أن يشمل التذكر لحظات سعيدة مثل إنجازات مهنية، ولادة الأبناء، قضاء وقت مع الأصدقاء، أو حتى تفاصيل بسيطة كرحلة ممتعة أو لقاء عائلي. كما أن الأنشطة اليومية كطهي الطعام المحبب، أو الاستماع إلى موسيقى قديمة، أو استعادة هوايات قديمة، تعزز بدورها استحضار الذكريات الإيجابية.
وينصح الأطباء بدمج التذكر في الروتين اليومي إلى جانب تمارين الامتنان، مثل تخصيص وقت لكتابة اللحظات السعيدة أو حفظ الصور والذكريات في ملف رقمي.
وفي الختام، يؤكد الخبراء أن استرجاع الذكريات لا يمنح الدماغ دفعة صحية فقط، بل يحمل تأثيراً معنوياً كبيراً، يرفع من مستوى السعادة ويعزز الصحة النفسية والاجتماعية مع مرور الوقت.