logo
صحة

القلق والخوف من المستقبل.. خطوات لبناء استقرار نفسي

القلق والخوف من المستقبل.. خطوات لبناء استقرار نفسي
(تعبيرية) القلقالمصدر: Getty
19 ديسمبر 2024، 4:58 ص

مع تسارع الأحداث العالمية وازدياد التوترات السياسية والاجتماعية، يعاني الكثير من الناس من مشاعر القلق والخوف بشأن المستقبل، وهذا الشعور، الذي يتراوح بين الترقب وعدم اليقين، قد يؤثر على جودة الحياة ويعوق تحقيق الأهداف.

ووفقًا لتقرير نشره موقع "سيكولوجي توداي" الأمريكي، فإن التفكير المستمر في المستقبل قد يولّد حالة من التوتر والترقب، حيث يفضل البعض مواجهة الألم المباشر على انتظار معاناة مستقبلية غير مؤكدة.

وقال التقرير، "بالنسبة للعديد من الناس، لا يبدو المستقبل وكأنه يحمل قدرًا كبيرًا من الاستقرار، ناهيك عن الراحة أو القرب من الأصدقاء. بل ينظرون إلى الأيام القادمة بشيء من الترقب وأكثر شبهًا بالخوف، وهو شعور لا أحد يحبه".

أخبار ذات علاقة

1b23f038-eb52-43ab-9de1-c5d0537f467a

التوتر والقلق.. بهذه الطرق تتخلص من دوامة المشاعر السلبية

 

انتظار الألم

ووفقًا للباحث جيلز ستوري، فإن غالبية الناس يُفضّلون أن يتعرّضوا إلى مستوى أعلى من الألم على الفور بدلاً من إجبارهم على الانتظار لتجربة ألم أخف في وقت لاحق. وفي بعض الأحيان، قد يُفكّر الشخص في حدث غير سارّ يعرف أنه سيحدث؛ وفي أوقات أخرى، قد يشعر الإنسان برعب مماثل عندما ينظر إلى المستقبل مقارنة بما يحدث في الحاضر.

ويُفرّق العلماء بين الخوف والقلق، حيث يشيرون إلى أن "القلق يتعلق بالأشياء التي قد تحدث، في حين أن الخوف يتعلق بالأشياء التي لديك سبب للاعتقاد بأنها ستحدث".

ويقول التقرير إنه ليست كل المخاوف بشأن المستقبل سيئة بالنسبة إلى الشخص، حيث أن هناك فرقا كبيرا بين القلق الإنتاجي (الذي يهيّئك للتعامل بفعالية مع شيء صعب) والقلق غير الإنتاجي (الذي يقف في طريقك فقط).

ويشير الباحثون إلى هذه الأنواع من القلق بمثال: تخيل أن لديك ورقة بحثية أو مهمة عمل مستحقة بعد يومين من الآن، ولم تنتهِ منها بعد. فقد يساعدك القلق المزعج الذي تشعر به في أعماق معدتك على اتخاذ قرارات أفضل، من حيث إنجاز تلك الورقة، حيث قد تختار عدم الخروج في المساء والعمل على المهمة بدلاً من ذلك. أما إذا كانت مخاوفك بشأن الورقة البحثية تزعجك كثيرًا لدرجة أنك تتجنب العمل، فإن مخاوفك أصبحت غير منتجة تمامًا.

 

أعراض القلق (تعبيرية)

 

من أين يأتي الخوف؟

ويقول الطبيب النفسي الأمريكي لورين سويرو، في التقرير: "إذا كنتَ تشعر بالخوف الشديد ولا تعرف كيف تتعامل معه، فاسأل نفسك من أين يأتي هذا الخوف. هل تنجذب إلى مصادر المعلومات التي تزيد من قلقك؟

وعلى سبيل المثال، هل أصبح تصفّح الأخبار المزعجة جزءًا من روتينك اليومي؟ وربما في أوقات فراغك، تتصفّح الأخبار تلقائيًا على وسائل التواصل الاجتماعي. إذا كان الأمر كذلك، ففكّر في تقليص استهلاكك للمعلومات، أو إجراء تغيير متعمّد على مصادر معلوماتك".

 

تعبيرية

ويوصي سويرو أيضًا، من أجل التقليل من القلق بشأن المستقبل، بأن يقوم الشخص بمشاركة مشاعره مع الأصدقاء والعائلة، والتواصل مع أشخاص متشابهين في التفكير عبر الإنترنت.

ويضيف: "ربما يمكنكَ حتى التطوّع في المنظمات التي تعمل على القضايا التي تهمّك، قم بتثقيف نفسك حول إمكانية إحداث تغيير إيجابي، بدلاً من مجرد استيعاب المعلومات التي تجعلك تخشى المستقبل. إن اتخاذ هذا النوع من الإجراءات يُشعرك بالرضا ويمكن أن يُحيّد جزئيًا مخاوفك".

وينتهي سويرو إلى القول: "لا تعاقب نفسك على الشعور بالقلق أيضًا؛ وحاول أن لا تشعر بالسوء حيال شعورك بالسوء".

أخبار ذات علاقة

تعبيرية

لماذا يعشق الناس الشعور بالخوف؟

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC