تشهد سواحل كاليفورنيا أزمة صحية حادة بين أسود البحر نتيجة تفشٍّ قياسي لـ"داء البريميات"، وهو مرض بكتيري يصيب الكلى والكبد ويؤثر على صحة الثدييات البحرية بشكل عام. وأسفر التفشي عن تقطّع مئات أسود البحر على الشواطئ، تعاني من أمراض حادة ومعدلات وفاة مرتفعة.
ويظهر على أسود البحر المصابة أعراض مثل الخمول، والجفاف، وآلام البطن، إضافة إلى وضعية جسم مميزة تعرف باسم "وضع اللبتو"، حيث يتمدد الحيوان ويجعد زعانفه على بطنه. وينتقل المرض عن طريق ملامسة البول أو البيئات الملوثة، خصوصًا في مناطق تجمع الثدييات البحرية بكثافة.
ويضعف داء البريميات وظائف الكلى، ما يمنع الترشيح السليم للسموم وتنظيم السوائل في الجسم، ويجبر أسود البحر المصابة على شرب الماء، وهو سلوك غير معتاد لهذه الثدييات التي تعتمد على غذائها للترطيب. ويشير مركز الثدييات البحرية إلى أن المرض قد يكون قاتلاً إذا لم تُعالج العدوى.
ويثير الانتشار السريع القلق، إذ لا يهدد أسود البحر فقط، بل يشمل ثدييات بحرية أخرى مثل الفقمات والدلافين وثعالب الماء والحيتان، مع وفاة اثنين من كل ثلاثة أسود بحر مصابة رغم تلقي العلاج.
وتواجه جهود مكافحة المرض تحديات كبيرة بسبب سرعة انتشاره وارتفاع معدل الوفيات، إضافة إلى قدرة البكتيريا على البقاء في البيئة وإصابة أنواع متعددة، ما يزيد صعوبة احتوائها. كما يشكل التمويل المحدود لأبحاث الصحة البحرية عائقًا أمام مراقبة الفاشيات والتعامل معها بفعالية.
ولا يقتصر داء البريميات على أسود البحر، بل يصيب أيضًا الحياة البرية الأرضية مثل الراكون، ما يثير المخاوف من انتقاله إلى حيوانات أخرى وربما البشر، خاصة من يتعاملون مباشرة مع البيئات الملوثة. ويحث مسؤولو الصحة العامة على توخي الحذر والإبلاغ عن أي حيوانات مريضة أو عالقة للسلطات المحلية.