كشف بحث علمي جديد أن التفاعلات بين الحيتان البالينية والدلافين أكثر شيوعًا، وربما أكثر اجتماعية مما كان يُعتقد سابقًا، حيث وثق العلماء نحو 200 مقطع فيديو وصورة، مأخوذة من وسائل التواصل الاجتماعي وكاميرات مثبتة على الحيتان، سجلت تفاعلات بين 19 نوعًا من الحيتان والدلافين في مختلف أنحاء العالم، وصُنفت حوالي 25% من هذه اللقاءات على أنها "تفاعلات إيجابية محتملة"، ما يشير إلى سلوكيات ودية أو مرحة بين هذه الكائنات الذكية.
ونُشرت الدراسة في مجلة Discover Animals، وأظهرت أن 80% من هذه التفاعلات كانت الدلافين تسبح قرب رؤوس الحيتان، ما يشير إلى وعي متبادل أو حتى محاولات لجذب انتباه الحيتان. وفي بعض الحالات، بدا أن الدلافين تحتك عمدًا بالحيتان، كما لوحظ أيضًا قيامها بـ"ركوب الأمواج" أمام الحيتان، كما تفعل مع القوارب.
وعلى عكس الاعتقاد السائد بأن الدلافين فقط هي من تلعب، تشير الأدلة الجديدة إلى أن الحيتان قد تبادر أحيانًا بهذه التفاعلات أيضًا. وبرزت الحيتان الحدباء كالأكثر تفاعلًا، إذ أظهرت سلوكيات اجتماعية واضحة مثل السباحة نحو الدلافين، والتقلب على الجانبين، وعرض بطونها، ومد زعانفها الصدرية – وهي إشارات مرتبطة بالتودد أو اللعب. وفي حالتين نادرتين، رفعت حيتان حدباء دلافين باستخدام رؤوسها، دون أن يبدو على الفعل أي طابع عدائي.
كما أظهرت أنواع أخرى مثل الحيتان الرمادية وحيتان الجنوب اليمنى مؤشرات على التواصل، بينما لم تُظهر حيتان الزعنفة والحيتان الزرقاء وحيتان الشمال اليمنى أي رد فعل يُذكر.
لكن ليست كل التفاعلات بين الكائنات البحرية إيجابية، فبعض أنواع الدلافين شوهدت تهاجم خنازير البحر دون أكلها، ما قد يشير إلى "لعب عنيف".
ويقول الباحثون إن لهذه التفاعلات أهمية بيئية وأخلاقية، فاللعب ضروري لتطور القدرات الاجتماعية والإدراكية، خصوصًا للدلافين التي تعتمد على الروابط الاجتماعية للبقاء. وفهم هذه التفاعلات قد يساعد في جهود الحماية البيئية، ويُعزز تعاطف الجمهور مع هذه الكائنات، خاصة عندما يدرك الناس أن الحيتان والدلافين "تلعب مثلنا تمامًا".