logo
بيئة ومناخ

ملوحة المياه تسرق أرزاق العراقيين وصحتهم في البصرة

مواطن عراقي يستعرض آثار التلوث المائي في البصرةالمصدر: (أ ف ب)

في الجنوب العراقي، لم تعد المياه كما كانت يومًا شريان حياة، بل تحولت إلى مصدر خوف ومعاناة لكثيرين، بحسب ما جاء في وكالة فرانس برس.

ففي منطقة المسحب شمال محافظة البصرة، فقدت عائلات العشرات من دواجنها؛ بسبب الملوحة المرتفعة في المياه.

بينما صُدم آخرون بواقع جديد، وهو أن المياه التي كانوا يشربونها ويستخدمونها يوميًا أصبحت مؤذية، بعد أن تسببت هذا العام في نفوق البط والدجاج.

كما هو حال آلاف المزارعين والصيادين الذين يواجهون أسوأ أزمة جفاف وملوحة شهدها العراق منذ عقود.

أخبار ذات علاقة

طير الحمام (تعبيرية)

بعد الأسماك.. نفوق جماعي للطيور بسبب ملوحة المياه في العراق (فيديو)

وتشير بيانات وزارة الموارد المائية إلى أن نسبة الملوحة في مياه البصرة وصلت في سبتمبر الماضي إلى نحو 29 ألف جزء في المليون، مقارنة بـ2600 فقط في العام الماضي، وهو ارتفاع غير مسبوق منذ ما يقارب 90 عامًا.

ويعزو الخبراء هذا التدهور إلى الانخفاض الحاد في منسوب نهري دجلة والفرات، اللذين يغذيان شط العرب قبل أن يصب في الخليج العربي.

نفوق الجواميس بسبب ملوحة المياه في العراق

ويحذر أستاذ جامعة الكوفة، حسن الخطيب، من أن "تراجع تصريف المياه العذبة زاد من تمدد مياه الخليج المالحة نحو الداخل"، مشيرًا إلى أن الملوحة الحالية تجعل المياه غير صالحة للشرب أو الزراعة.

الضرر لم يقف عند المزارعين، فالمُزارعة زليخة هاشم، التي تدير مشتلًا زراعيًا منذ أكثر من 15 عامًا، تقول بأسى: "المياه أصبحت مالحة لدرجة أنه لا يمكن سقي الزرع بها... حتى خراطيم الري بدأت تتآكل"، مضيفة أنها باتت عاجزة عن شراء المياه الصالحة للشرب التي يبلغ سعر الألف لتر منها نحو 10 آلاف دينار عراقي (حوالي 7 دولارات). 

أخبار ذات علاقة

نفوق جماعي لأسماك نهر العشار في العراق

ملوحة المياه تتسبب بنفوق جماعي لأسماك نهر العشار في العراق (فيديو)

ولم ينجُ مربّو المواشي من الكارثة، فلا مياه لسقاية الجواميس، ما تسبب بنفوق بعضها. كما دمرت المياه المالحة عمل صيادي الأسماك بعد نفوقها بأعداد هائلة.

ولم يقف الأمر عند ذلك بل تعداه إلى مشاكل صحية تسببت بها المياه المالحة للسكان، أقلها كان معاناة الأطفال من الطفح الجلدي.

وتؤكد الحكومة العراقية أنها تعمل على مواجهة الأزمة من خلال زيادة الإطلاقات المائية وإنشاء محطة لتحلية مياه البحر في البصرة بطاقة تصل إلى مليون متر مكعّب يوميًا، لكن السكان يرون أن الحلول بطيئة أمام أزمة تتفاقم يومًا بعد يوم.

ففي البصرة اليوم، لم تعد الملوحة مجرّد رقم في التقارير، بل تحولت بحسب الخبراء إلى تهديد للحياة والرزق والصحة معًا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC