شهد نهر العشار بمحافظة البصرة العراقية ظاهرة نفوق جماعي للأسماك، أثارت قلق الأهالي وتساؤلات المختصين حول أسبابها وتداعياتها البيئية، بعد تداول ناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مرئية توثق أسراباً من الأسماك النافقة على ضفاف النهر، في مشهد صادم يُنذر بخطر بيئي داهم.
وأكدت مديرية زراعة البصرة أن النفوق الجماعي لأسماك نهر العشار، تعود أسبابه إلى ارتفاع نسبة الملوحة في المياه إلى 13 غرامًا لكل لتر، ما يشير إلى عدم صلاحية البيئة المائية لعيش الأسماك، إضافة إلى انخفاض نسبة الأكسجين الذائب إلى 4 غرامات، مع تحذيرات من تفاقم الأزمة، وتدهور الحياة المائية.
وفي تعليق عباس دخيل، مدير قسم الأسماك في مديرية زراعة البصرة، على أزمة نفوق الأسماك في نهر العشار، قال إن آخر متابعة ميدانية أُجريت صباح العشرين من تموز الجاري، تم فيها قياس المواصفات الكيميائية والفيزيائية لمياه نهر العشار.
وأكد في تصريحات إعلامية أنه جرى رصد وجود نفايات وملوثات طافية على سطح المياه، في مرمى الرؤية بالعين المُجردة، ما يدل على مستوى التلوث الواضح في نهر العشار، على حد تعبيره.
وأشار إلى أن نتائج الفحوصات المخبرية كشفت أن نسبة الملوحة في المياه بلغت 13 غرامًا لكل لتر، مؤكدًا أنها نسبة مرتفعة للغاية، تُعد غير صالحة لعيش الأسماك النهرية، موضحًا أن إظهار القياسات انخفاض نسبة الأكسجين الذائب إلى 4 غرامات لكل لتر، نسبة مُتدنية تُشكل مؤشرًا أحمر وخطيرًا يُهدد التوازن البيئي والحياة المائية في النهر.
وشدد عباس دخيل على أن تلك الدلائل كانت كافية لتوقع حدوث نفوق جماعي للأسماك، خاصة أن ارتفاع مستويات الملوحة يؤدي إلى إنهاك الكائنات المائية وإجهادها الشديد، متوقعًا تسجيل ملوحة نهر العشار مستويات أعلى، قال إنها قد تصل إلى 18 ألف وحدة، ما يراه نذيرًا باستمرار الخطر، ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الوضع.