تواصل السلطات الإيرانية جهودها لاحتواء الحرائق الواسعة التي اندلعت في غابات الِیت التابعة لمحافظة مازندران، وسط مخاوف من اتساع نطاق الكارثة البيئية في واحدة من أقدم الغابات المسجلة ضمن التراث الطبيعي العالمي.
وقال حسينعلي محمدي، مدير إدارة الأزمات في مازندران، إن طائرتين من طراز “إليوشين” بسعة 40 طناً من المياه أقلعتا من مطار مهرآباد في طهران ووصلتا صباح اليوم إلى أجواء منطقة الِیت لتنفيذ 4 طلعات إطفاء جوية واسعة في محاولة للسيطرة على الحريق المستمر منذ أيام.
وأفاد محمدي بأن الدخان الكثيف امتد لمسافة تتجاوز 30 كيلومتراً ليصل إلى مدينة كلاردشت، في مؤشر على شدة الحرائق التي تلتهم أجزاء من غابة يُقدّر عمرها بـ50 مليون عام.
وأضاف أن هذه الغابات، التي نجت عبر العصور منذ الحقبة الجوراسية، تواجه اليوم تهديداً خطيراً يستدعي استنفاراً أكبر للجهود الحكومية.
من جهته، أعلن رئيس منظمة الإغاثة والنجدة في الهلال الأحمر الإيراني أن 17 فريقاً يضم 64 عنصراً عملياتياً يتواجدون حالياً في المنطقة للمشاركة في الإطفاء والإنقاذ.
وأشار إلى إصابة 5 أشخاص نتيجة الحادث، 4 منهم تلقوا العلاج في الموقع، بينما نُقل المصاب الخامس إلى المستشفى.
وفي سياق متصل، أكد مسؤولون في "الحرس الثوري" أن طائرتين من طراز “إليوشين 76” التابعة لقوات الجو-فضاء تستعدان للإقلاع نحو منطقة الِیت لتنفيذ مهام دعم جوي إضافية، بالتزامن مع وصول فرق عملياتية من تركيا والجيش الإيراني إلى موقع الحادث.
كما صرّحت رئيسة منظمة البيئة الإيرانية، شينا أنصاري، السبت، بأن بلادها قد تطلب دعماً جوياً من روسيا في حال احتاجت العمليات إلى تعزيزات إضافية من طائرات مكافحة الحرائق المتخصصة.
وأوضحت إنه "تم إرسال طائرتي إطفاء من تركيا، بالإضافة إلى مروحية و8 متخصصين، إلى منطقة الحرائق في غابات إليت بمنطقة جالوس للمساعدة في إطفائها"، مبينة أن "ثمة اتصالات لسفارة إيران في روسيا للتنسيق من أجل الاستفادة من قدرات وإمكانات موسكو المتخصصة عند الحاجة".
أما محافظ مازندران فأوضح في آخر تحديث ميداني أن نحو 8 هكتارات من غابات الِیت تضررت حتى الآن، مؤكداً استمرار الجهود المشتركة من القوات الإيرانية والتركية والهلال الأحمر لاحتواء ألسنة اللهب في المناطق الوعرة.
وتواجه السلطات تحدياً كبيراً بسبب صعوبة التضاريس والرياح الحارة، في حين يخشى الخبراء من امتداد الحريق إلى مساحات أوسع من غابات الهيركاني التي تُعد من أهم النظم البيئية في العالم؛ لما تحتويه من تنوع نباتي وحيواني نادر.