الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
مع استمرار تداعيات جائحة "كوفيد-19" على البيئة، ظهرت مشكلة جديدة تتمثل في تراكم ملايين الأقنعة الطبية الملقاة في المكبات والأنهار.
هذه الأقنعة، المصنوعة غالباً من البلاستيك مثل البولي بروبيلين، تتحلل تدريجياً لتنتج جسيمات بلاستيكية دقيقة تدخل أجسام البشر عبر الاستنشاق أو البلع، ما قد يؤدي إلى التهابات واسعة، مشاكل في الخصوبة، وأحياناً أنواع من السرطان، بحسب الدراسات العلمية.
وفي خطوة مبتكرة وفقا لـ"الديلي ميل"، نجح فريق بحثي صيني في تحويل الأقنعة المهملة إلى مادة قادرة على تحليل البلاستيك بشكل فعال.
ووفق الدراسة، تم تعقيم الأقنعة وقطعها إلى أجزاء صغيرة، ثم نقعها في الإيثانول وتسخينها عند 200 درجة مئوية لمدة 12 ساعة، ما أدى إلى إنتاج محلول يحتوي على "نقاط كمومية" قادرة على إذابة بلاستيك البولي إيثيلين المستخدم في زجاجات المياه وأواني الطعام والملابس الصناعية.
وأظهرت التجارب أن المحلول الجديد نجح في تحليل نحو 40% من جزيئات البلاستيك المعالجة مسبقاً، مقارنة بتحلل 2% فقط عند تعريض البلاستيك للأشعة فوق البنفسجية دون استخدام هذه النقاط.
وتعمل هذه النقاط الكمومية بطريقة تشبه البطاريات، حيث تفصل الإلكترونات لفترة كافية لمهاجمة الروابط الكيميائية في البلاستيك وتحويله إلى قطع أصغر يمكن إعادة تدويرها كيميائياً.
وقد حافظ المحلول على أكثر من 90% من فعاليته بعد خمس جولات من التجارب، ما جعل الباحثين يصفون اكتشافهم بـ"حلقة الاقتصاد الدائري"، أي تحويل نفايات الجائحة إلى مادة فعالة لمكافحة التلوث بدلاً من رميها في المكبات.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تطبيق هذه التقنية على نطاق واسع، من بينها الحاجة إلى مصابيح زئبقية لإنتاج الأشعة فوق البنفسجية والتفاوت الكبير في حجم الجسيمات البلاستيكية في الطبيعة مقارنة بتلك المستخدمة في المختبر.
وتشير الدراسات السابقة إلى أن أقنعة الوجه الملقاة في المياه يمكن أن تفرز جسيمات بلاستيكية دقيقة ومواد كيميائية مثل "بيسفينول ب"، الذي يؤثر على الهرمونات والخصوبة.
ويعكس هذا البحث الصيني نهجاً مبتكراً في التعامل مع أحد أكبر مخاطر النفايات البلاستيكية الناتجة عن الجائحة، ويضع الحلول البيئية المستدامة في قلب الاستراتيجيات العلمية المستقبلية.