ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
أنهى طلبة نهاية التعليم الثانوي في الجزائر، عشية الخميس، أهم موعد امتحاني في حياتهم الدراسية بجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي حول نصوص مواضيع اللغة الفرنسية ومادة الفلسفة.
وفُوجئت الأوساط الأكاديمية والتربوية بتقديم للممتحنين في شهادة البكالوريا في مادة اللغة الفرنسية، مقتطف من نص للمؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا، المتخصص في تاريخ الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية، حيث وصفوه بـ"الرؤية الاستشراقية المخففة لجرائم الاحتلال".
وللعلم، تم أخذ النص من كتاب ستورا "الجزائر 1954: سقوط بطيء"، وتطرّق من خلاله إلى مسألة سلب الأراضي الجزائرية خلال فترة الاحتلال الفرنسي.
ووجه المؤرخ الجزائري حسني قيطوني انتقادات حادة لهذا الاختيار، متهما النص بأنه يحمل "مغالطات تاريخية"، أبرزها الزعم بعدم وجود ملكية خاصة في الجزائر قبل 1830، وتجاهل تام لنظام "الحجز العقاري"، الذي استخدمته الإدارة الاستعمارية للاستيلاء الواسع على أراضي الجزائريين.
وتساءل قيطوني: "كيف يمكن، في عام 2025، أن نقدّم لتلاميذنا نصًّا يقوم على أطروحات خاطئة أو على الأقل مثيرة للجدل عن الاستعمار؟". وأضاف أن مثل هذه الاختيارات "لا تنصف ضحايا الاستعمار"، وتعبّر عن استخدام انتقائي للتاريخ على حساب الحقيقة.
ولم يتأخر بنجامين ستورا عن الرد على الجدل، ودافع عن أعماله التي قال إنها تهدف إلى نقل الذاكرة الاستعمارية إلى الأجيال الجديدة، سواء في فرنسا أو الجزائر. ودعا إلى نقاش أكاديمي هادئ، معتبرًا أن ما يقدمه من دراسات حول نزع الملكية والاستعمار الاستيطاني يستند إلى خمسة عقود من البحث والتأريخ.
وسلط الجدل الضوء على إشكالية أوسع تتعلق بكيفية تدريس الذاكرة الاستعمارية في المدرسة الجزائرية، حيث يخشى باحثون ومؤرخون من أن يؤدي انتقاء نصوص ذات رؤية غربية أو مهادنة للحقبة الاستعمارية إلى تشويش الذاكرة الجماعية وإضعاف سردية الضحايا.
وقال المؤرخ قيطوني إن تقديم هذا النوع من المواد في امتحان وطني حساس مثل البكالوريا، دون تدقيق في محتواها أو السياق الذي كُتبت فيه، يُعرّض الحقيقة التاريخية للتشويه، ويطرح علامات استفهام حول مدى وعي المؤسسات التربوية بثقل هذه المسائل.
وغير بعيد، أثارت مطالبة نائب بالبرلمان الجزائري بإلغاء مادة الفلسفة في شهادة البكالوريا ردود فعل غاضبة وسط الأكاديميين على خلفية شكاوى الطلبة من صعوبة امتحان هذه السنة، وتساؤل النائب: "ماذا استفدنا منها كمادة؟".
واستغرب الباحث في علم الاجتماع جيلالي كرايس من خوض البرلماني في قضايا هامشية لا علاقة للغرفة التشريعية بها لا من قريب ولا من بعيد، قائلا عبر حسابه في "فيسبوك": "هذه هي نتيجة من تحدّث في غير فنه أتى بالعجب".
ورغم إدراج النائب تدوينة أخرى للتوضيح إلا أنه لم يسلم من النقد، وهو ما ذهب إليه الناشط عبد العزيز بلقاسم حين قال، إن "التبرير أكبر شناعة من الدعوة نفسها".
وتابع موجهًا كلامه للبرلماني: "فبدل الاعتراف بخطورة الدعوة لإلغاء مادة تمثل الفضاء النادر الذي تُمارَس فيه حرية التفكير والتحليل النقدي داخل المدرسة، جاء التبرير ليؤكد عمق الخلل، لا في المادة، بل في فهمكم لطبيعتها ووظيفتها".