استطاعت "الديوانية" الكويتية، التي تعد جزءًا من تراث البلد الخليجي، أن تصل للعالمية عقب إدراجها على القائمة التمثيلية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية.
وأُدرجت "الديوانية" في المنظمة الدولية كملف فردي خاص بالكويت التي شاركت بعناصر تراثية عربية أخرى، تم إدراجها خلال اجتماعات الدورة الـ 20 للجنة الحكومية الدولية لصون التراث اللامادي، والتي عُقدت قبل أيام في نيودلهي بالهند.
وتُسلّط هذه الخطوة الضوء على مكانة "الديوانية"، وتُعد تكريمًا لها وتعزيزًا للتراث الثقافي الكويتي دوليًا، وتُشجّع على حمايتها وتوارثها كجزء من الهوية الكويتية.
و"الديوانية" هي المضافة التي يجتمع فيها أفراد العائلة والأصدقاء والجيران، واشتُق هذا الاسم من كلمة "ديوان" وهو مجتمع الصحف أو المجلّد الذي يضم مجموعة قصائد.
وعرف الكويتيون "الديوانيات" بشكلها البدائي منذ أكثر من مئتي عام، عندما كان بعضهم يعمل في البحر لصيد السمك والغوص للبحث عن اللؤلؤ، وكان سبب نشأتها آنذاك اقتصادي، حيث كان يجتمع فيها البحارة والنواخذة للتباحث بأمور البحر، وفق ما يؤكده المؤرخون.
وشهدت "الديوانيات" فيما بعد تطورًا وانتقلت من البحر إلى الأسواق، حيث كان يجتمع التجّار والعمّال في المحلات لمناقشة أمور العمل والتجارة، وانتقلت بعدها إلى البيوت والمنازل لتصبح جزءًا من بيوت معظم الكويتيين.
وكانت إقامة "الديوانيات" في السابق تقتصر على أعيان البلد والتجّار والمقتدرين ماديًا، إلا أنها أصبحت اليوم من أبرز أركان منازل غالبية الكويتيين على اختلاف أحوالهم.
وتتميز معظم "ديوانيات" الكويت التي تُقام غالبًا بجوار منزل العائلة بمساحة واسعة، وديكورات حديثة، وتمتد فيها مجالس فاخرة، وتكون مفتوحة لأفراد العائلة واستقبال الضيوف معظم الأوقات، ويُخصص بعضهم أيامًا محددة لاستقبال الأصدقاء والجيران لمناقشة أمور وقضايا مختلفة.
و"للديوانية" دور بارز في الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية، وتُقام فيها جلسات، لا سيما في الأوقات التي تشهد فيها البلاد أحداثًا هامة، ومنها الانتخابات البرلمانية، حيث تشهد نقاشات وتحضيرات للحملات الانتخابية للمرشحين يديرها أبناء عائلته وقبيلته.
وتنتعش "الديوانيات" في شهر رمضان، ويستقبل أصحابها الزوّار طيلة أيام الشهر، وتُقام فيها "الغبقات" الرمضانية التي تُعد من أبرز التقاليد التي يواظب الكويتيون على إحيائها، وتُقام عقب صلاة التراويح، وتجمع هذه الغبقات الأقارب والأصدقاء وزملاء العمل.
وأُنشئ عام 2017 "اتحاد دواوين الكويت"، ويضم أكثر من 600 ديوانية من جميع أطياف المجتمع، وهو اتحاد اجتماعي يعتمد على الدعم الذاتي من أعضائه، ويعكس إنشاؤه عمق التقاليد الكويتية وحرص الكويتيين على توارثها ودعمها.
