تصدرت مدينة "زاخو" العراقية العريقة في إقليم كردستان، مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العالمية، بعدما اختار اتحاد كرة القدم الدولي (الفيفا)، جمهور فريقها المحلي أفضل جمهور في العالم.
وجاء الاختيار بعد شراء جمهور النادي الدمى لدعم مرضى السرطان في المستشفيات، في مبادرة نادرة من نوعها منحت هذا الجمهور تميُزاً عالمياً.
واختار "الفيفا" جماهير النادي العراقي أفضل مشجعين في العالم لهذا العام، بعد قيامهم بشراء الدمى ومن ثم رميها على أرض الملعب خلال مباراة النادي أمام فريق الحدود لحساب دوري نجوم العراق، وتم توزيع الدمى على مرضى السرطان.
وجلبت هذه الدمى الشهرة للمدينة العراقية التي يمتد تاريخها لما قبل الميلاد، وتقع بالقرب من الحدود الشمالية لتركيا والحدود السورية، وتتبع إدارياً لمحافظة "دهوك" في إقليم كردستان العراق.
ويعود تاريخ المدينة لمئات السنين قبل الميلاد، وشهدت في الحقبة الإسلامية توسعاً نحو الجنوب إلى محلة الحسينية الحالية، وتبلغ مساحتها نحو 1370 كيلو متر مربع، وتتميز بخصوبة أراضيها ما جعلها أرضاً صالحة لزراعة منتجات مختلفة تصدّرها داخل وخارج البلاد.
ويمر عبر هذه المدينة نهر "الخابور" القادم من تركيا ويقسمها إلى نصفين، وتضم الكثير من المعالم الأثرية، وأبرزها القلعة الواقعة على الضفة الغربية لفرع نهر "الخابور" الشرقي، والتي يُرجّح أن تاريخها يعود لأكثر من ستة قرون.
ومن المعالم البارزة في هذه المدينة مسجد "زاخو" الكبير الذي بُني عام 20 للهجرة، والجسور ومنها "الجسر المعلّق" الذي أقيم قبل مئة عام، و"جسر محلة الغجر"، و"جسر الدلال" والذي يُطلق عليه البعض "الجسر العباسي"، وهو جسر حجري يعود تاريخ إنشاؤه لمئات السنين.
وشهدت المدينة العراقية في الأعوام الماضية حركة بناء وتطوير وإصلاح للبنية التحتية، وإقامة العديد من المشاريع، وجذب للاستثمارات المحلية والأجنبية؛ ما جعل منها وجهة مناسبة لبعض السيّاح.
ويسكن هذه المدينة الحدودية خليط من الأديان والقوميات، يغلب عليهم الكرد المسلمون، وبعض العوائل العربية، وبعض المسيحيين من الكلدان الكاثوليك والسريان الأرثوذكس، بالإضافة إلى الأرمن وقرى من الكرد الإيزيديين.
ورغم غنى المدينة تاريخياً وجمال طبيعتها ومناخها، إلا أنها قلّما تحظى باهتمام إعلامي كوجهة سياحية مناسبة ولافتة أسوةً بغيرها من مدن الشمال العراقي مثل أربيل وريفها التي تُعتبر وجهة سياحية هامة يقصدها كثيرون.