لفت فيلم "أبي والقذافي" الأنظار بقوة في الدورة الأولى من مهرجان الدوحة السينمائي، المستمرة حتى 28 نوفمبر/تشرين الثاني، بسبب موضوعه غير الاعتيادي الذي يعد بمثابة "مأساة شخصية" عاشتها مخرجته جيهان الكيخيا.
وتقدم الكيخيا محاولة لاستعادة مسيرة والدها وزير الخارجية الليبي الأسبق، منصور الكيخيا، الذي تحول من مسؤول رفيع المستوى إلى معارض لنظام الرئيس الأسبق معمر القذافي، وناشط في مجال حقوق الإنسان، ما أدى إلى اختفائه ووفاته بطريقة دراماتيكية أثارت جدلاً واسعًا.
وكانت المخرجة في الـ6 من عمرها حين اختفى والدها عام 1993، وكل ما تذكره عنه أشبه بومضات خاطفة بسبب حداثة سنها آنذاك.
ويأتي الفيلم كمحاولة لفهم حقيقة وملابسات وخفايا ما حدث، والعثور على الحلقة المفقودة من خلال البحث عن أجوبة حقيقية عن سبب وكيفية الاختفاء والغوص عميقا في ذكريات من عاصروه.
واعتمد الفيلم على شهادات لأكثر من 60 شخصاً، إلى جانب وثائق من الأرشيف السياسي مع لقطات منزلية حميمة، في عملية وصفتها المخرجة، في تصريحات للصحافة، بأنها "محاولة لصنع جسر بين الأجيال من خلال توظيف الفن كوسيلة لفهم الماضي والتحرر من أشباحه".
اللافت أن صنع العمل استغرق 9 سنوات، وهو التجربة الأولى لجيهان الكيخيا، التي استطاعت من خلال سرد بصري حميم أن تحول الهم الشخصي إلى قضية عامة تتعلق بالحريات واستجواب الماضي، إذ لا يمكن لأحد أن ينجو من محكمة التاريخ وعدالة الزمن.
