logo
منوعات

بعد فوزه بـ"النجمة الذهبية".. ما سر تميز الفيلم التونسي "سماء بلا أرض"؟

فيلم سماء بلا أرضالمصدر: مواقع التواصل الاجتماعي

حالة من الارتياح سادت الأوساط الفنية العربية، إثر الإعلان أخيرًا عن فوز الفيلم التونسي "سماء بلا أرض" للمخرجة أريج السحيري بجائزة "النجمة الذهبية" بمهرجان "الفيلم الدولي في مراكش" في دورته الـ 22.

 وجاء الفوز، بحسب مراقبين، تتويجا مستحقا لعمل يحمل من الخصوصية والتفرد والانفتاح على الآخر الكثير، فضلا عن حسه الإنساني العميق الذي يرفض التنمر أو العنصرية ويدعو صراحة إلى رفض تحول "الصورة النمطية السلبية" لأداة تحكم نظرتنا إلى العالم.

فوز فيلم سماء بلا أرض بالنجمة الذهبية

وينبع تميز العمل من مقاربته لقضايا الهجرة والمرأة بصورة شاعرية تبتعد عن الخطاب النسوي الصارخ، وتقدم معاناة حواء بشكل غير مباشر يعتمد على التفاصيل الشخصية البسيطة في رسم ملامح الشخصيات. 

أخبار ذات علاقة

من حفل توزيع الجوائز بمهرجان مراكش

الفيلم التونسي "سماء بلا أرض" يفوز بالنجمة الذهبية لمهرجان مراكش

وزاد من قوة العمل استناده إلى أحداث حقيقية شهدتها تونس في حقبة سابقة، ما منحه مصداقية كبرى وجعله أشبه بوثيقة فنية جمالية تؤرخ للواقع وترصد تفاعلاته، إذ اندلعت أعمال عنف أثناء التصدي لموجة من المهاجرين الأفارقة الذين قدموا إلى البلاد، وسط مناخ معادٍ لهم على مستوى الخطاب الإعلامي.

وترتكز الحبكة الدرامية على قصة ماري، قسيسة وصحفية سابقة، من كوت ديفوار تعيش في تونس وتفتح بيتها ملاذًا آمنًا لشخصيات هاجرت من الصحراء الكبرى إلى حيث تقيم. 

وإذا كان وصف "مهاجر غير شرعي" يستدعي صورة ذهنية سلبية قد تحتوي على مشاعر عدوانية لدى كثيرين، فإن الفيلم يتعمق نفسيًا واجتماعيًا في العديد من النماذج التي أصبحت توصم بهذا التعبير، لنكتشف أنهم يمتلكون أحلامًا ومخاوف مشروعة يستحقون معها أن يُعاملوا باحترام، إن لم يكن بمحبة. 

ومن أبرز تلك النماذج الإنسانية أم شابة تُدعى "ناني" تسعى لحماية ابنتها، وطالبة شجاعة تحمل هموم عائلتها وأحلام شقيقاتها فوق ظهرها تُدعى "جولي"، فضلا عن طفلة يتيمة تبحث عن الأمان وسط عالم مضطرب.

أخبار ذات علاقة

من بوستر فيلم "سما بلا أرض"

"سماء بلا أرض" يحقق سابقة تاريخية للسينما التونسية في مهرجان كان

ويعد الفيلم التجربة الثانية للمخرجة أريج السحيري في هذا السياق، إذ سبق لها المشاركة في مهرجان كان عام 2022 عبر فيلمها الروائي الأول "تحت الشجرة" الذي قدم الوجه الآخر للعاملات الريفيات اللاتي يعانين الشقاء، لكنهن يبحثن عن قصص الحب.

 

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC