حصد الفيلم التونسي "سماء بلا أرض" إشادات واسعة على المستويين الجماهيري والنقدي، على هامش عرضه في فعاليات الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي الدولي فقد افتتح أمس الأربعاء، عروض مسابقة "نظرة ما"، كسابقة تاريخية للمرة الأولى فيما يتعلق بافتتاح فيلم تونسي المسابقة المعنية بالأصوات السينمائية الواعدة التي تتسم بالابتكار والجرأة.
ووصلت حالة الإعجاب الجماهيري والنقدي لفيلم "سماء بلا أرض" إلى ذروتها، عقب انتهاء عرضه في قاعة "ديبوسي" الشهيرة، بعد أن حظي بوصلة طويلة من التصفيق الحار، التي امتدت 15 دقيقة كاملة، وفق آراء إعلامية عربية حضرت عرض الفيلم في فرنسا.
على إثره، تصاعدت وتيرة التساؤلات الإعلامية والنقدية ذاتها عما إذا كانت حالتا الإعجاب والتصفيق اللذين حظي بهما الفيلم التونسي تؤشران على منافسته بقوة على جوائز المسابقة، وحصد إحداها من بين مسمياتها وقيمها المالية المختلفة.
وفي كلمتها على المسرح عقب انتهاء العرض، عبّرت مخرجة الفيلم أريج السحيري عن امتنانها العميق لإدارة مهرجان "كان" السينمائي، ولكل فريق عمل فيلم "سماء بلا أرض"، قائلة إنها فخورة بتجربة الفيلم السينمائي، متمنية أن تسهم السينما في إنهاء تهميش وتجريد الآخرين من إنسانيتهم، وظهرت المخرجة التونسية واضعة دبوسًا في فستانها عليه العلم الفلسطيني.
ويعد فيلم "سماء بلا أرض" التجربة الثانية للمخرجة التونسية أريج السحيري في هذا السياق، إذ سبق لها المشاركة في مهرجان كان عام 2022 عبر فيلمها الروائي الأول "تحت الشجرة" الذي قدّم الوجه الآخر للعاملات الريفيات اللاتي يعانين الشقاء، لكنهن يبحثن عن قصص الحب.
وبحسب تقارير إعلامية، يستند الفيلم إلى أحداث حقيقية شهدتها تونس في حقبة سابقة حين اندلعت أعمال عنف في أثناء التصدي لموجة من المهاجرين الأفارقة الذين قدموا إلى البلاد، وسط مناخ معادٍ لهم على مستوى الخطاب الإعلامي.
وتركز السحيري على اكتشاف الجوانب الإنسانية لدى بعض الأشخاص الذين تلقي بهم الأقدار في طريقنا، وأهمية تجاوز النظرة النمطية السلبية، سابقة التجهيز، تجاههم، إذ يرفض الفيلم أي مشاعر عدوانية تجاه الآخر، لا سيما إذا كان قادما من بلاد فقيرة ويحمل ثقافة مختلفة من حيث اللغة والعادات، فضلا عن اختلاف لون البشرة فيما يتعلق بسود أفريقيا تحديدا.
تجدر الإشارة إلى أن فيلم "سماء بلا أرض" من بطولة آيسا مايغا، وليتيسيا كي، وديبورا ناني، والممثل التونسي محمد جرايا، وتصوير فريدا مرزوق، والمصورة السينمائية الفرنسية التونسية، التي سبق لها التعاون مع المخرجة أريج السحيري في فيلمها الروائي الأول "تحت الشجرة".