يمرّ معظم الأطفال في مرحلة عمرية معيّنة بما يُعرف بـ "الانشغال بالموت"، وهي فترة طبيعية تماماً تثير قلق الأهل رغم أنها جزء من تطوّر إدراك الطفل للحياة.
وتوضح الاختصاصية النفسية "آنا ماثر" أنّ الأطفال في سنّ 4 سنوات تقريباً يبدأون فهم أنّ الحياة لها نهاية، ومع توسّع خيالهم يصبحون فضوليين تجاه مفاهيم، مثل: الموت، والاختفاء، واللانهاية.
تقول ماثر إنّ هذا الفضول ليس "سلوكاً مَرَضياً"، بل محاولة من الطفل لفهم أمر غامض لا يملك له تفسيراً واضحاً.
وتضيف: "الأطفال يعبّرون عن أسئلتهم بطريقة مباشرة وصادقة، بينما نشأنا نحن على تجنّب الحديث عن الموت."
وعن كيفية الردّ، تنصح الاختصاصية الأهل بتقديم معلومات بسيطة وواضحة، مثل: "حين يموت الإنسان يتوقف جسده عن العمل ولا يعود، لكن يمكننا تذكّره والحديث عنه متى شئنا".
وتشير إلى ضرورة تجنّب العبارات الملتبسة، مثل "ذهب إلى النوم"، لأنّها قد تزرع الخوف من النوم لدى الطفل.
أما عندما يستخدم الطفل كلمات مثل "قتل" أو "مات"، فغالباً ما يكون ذلك تقليداً لما يسمعه في اللعب أو التلفاز، دون إدراك لمعناه الحقيقيّ.
وتوضح ماثر: "لا داعي للذعر أو العقاب، بل يجب توجيه الطفل بلطف، كأن نقول له: هذه كلمة قوية، وقد تخيف الآخرين، هل تشعر بالغضب؟" فذلك يساعده على التعبير عن مشاعره بأمان، وبناء مفرداته العاطفية.
وتختتم ماثر بنصيحة للأهل: "إن استمرّ القلق أو أصبح الخوف من الموت يؤثر على حياة الطفل اليومية، يُستحسن استشارة مختصّ نفسيّ". فكما تقول: "الغاية ليست كبت المشاعر، بل تعليم الطفل كيف يعبّر عنها بسلام."
