حققت المسرحية الكويتية "قمرة"، التي تستحضر فكرة الصراع الداخلي للإنسان بين الخطيئة والغفران، نجاحاً خلال مشاركتها أخيراً بمهرجان "أيام المسرح للشباب" في دورته السادسة عشرة.
وفازت المسرحية بجائزة التميز المسرحي، وجائزة أفضل ممثل دور ثانٍ لـ"عبدالرحمن الفهد"، وأفضل موسيقى ومؤثرات صوتية لـ"حمد العروج"، وأفضل ماكياج لـ"عبدالعزيز الجريب".
وعرضت فرقة "ترند برودكشن" العمل على مسرح الدسمة في المهرجان الذي أُقيم الأسبوع الماضي، وشاركت فيه عدة عروض مسرحية حاز بعضها على جوائز.
وترصد المسرحية بنصها الفلسفي الكثير من الوجع والألم لمن في قلبه خطايا كثيرة، ولا يعرف التخلص منها ولا يريد الاعتراف بها، ومع مرور الوقت ثقلت عليه ويريد الخلاص منها.

ويرمز اسم المسرحية "قمرة" إلى عتمة الروح وسوداوية الأفكار التي تراود صاحبها؛ بسبب الذنوب والخطايا، ومحاولة إيجاد بصيص أمل لتطهيره منها.
وتدور أحداث المسرحية داخل معبد ديني (كنيسة)، حيث يعترف مرتادون للمعبد بذنوبهم أمام الكاهن، طلباً للمغفرة والتطهير الروحي من الذنوب التي يرتكبونها بحق أنفسهم والآخرين.
ويخلّص القسيس "مالكوم" الناس من آلامهم رغم مواجهته ذكريات أليمة، بينما القسيس "أنيماس" فهو ضمير يحاسب بعد أي عملية قتل يقررها.
وتتباين الشخصيات الأخرى في المسرحية التي تتردد على المعبد للاعتراف بذنوب مختلفة، ومنها خيانة زوجية وجريمة قتل وزواج قاصر رغماً عنها بسبب الطمع.

وتؤكد المسرحية أن جميع الشخصيات، رغم تنوع خطاياهم، تظل تبحث عن مغفرة تخلصها من أعباء الماضي، لتبقى "قمرة" مرآة تعكس الوجه الإنساني الهش.
وتميزت المسرحية بتصميم الديكور، إذ ظهر كصندوق متحرك قابل للتشكل والتفكك، ويتحول بين مشاهد العمل ليجسد بشكل مجازي أماكن متعددة كالمعبد وكرسي الاعتراف والسيارة والسجن والمنزل ومشنقة ومحطة القطار.
والمسرحية من إخراج هاني الهزاع وتأليف عبدالرزاق بهبهاني، وتمثيل "عبدالله البلوشي"، "حمد عبدالرزاق"، "عبدالرحمن الفهد"، "علي المهيني"، "مهدي دشتي"، و"ميثم الحسيني".