لا تزال فنون الغناء التراثية في الكويت تحتفظ ببريقها ومكانتها وتفرض حضورها، رغم الحداثة والتطور وظهور أنماط غنائية معاصرة.
وتستقطب الفنون القديمة الشعبية ومنها فن السامري والقادري الأجيال الشابة الذين يرون في هذه الفنون هويتهم الأصلية رغم هيمنة الأنماط الغنائية الجديدة التي تعتمد على التقنيات الحديثة.
ويحرص القائمون على المؤسسات الفنية على إحياء الفن التراثي ودعم الفنانين الشباب لتقديم فنون معاصرة دون التخلي عن الأصالة من خلال خلق حالة توازن فني بين الماضي والحاضر.
وتشهد حفلات فنون التراث إقبالاً كبيراً من الجمهور الذي يبدي تفاعلا معها، في البلد الذي تُقام فيه بشكل دائم حفلات لكبار فناني العالم العربي.
وأقيم قبل أيام حفل غنائي تراثي لفن "السامري" و"القادري" أحياه الفنان طارق الخريّف على (مسرح الدراما) في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.
وقدّم الخريّف على أوتار العود والآلات الإيقاعية التراثية، مجموعة من أغاني السامري والقادري التي تفاعل معها الجمهور طرباً ورددوا كلماتها معه.
ومن الأغاني التي قدمها على إيقاع القادري أغنية (يا مرحبتين كبار)، (يا راعي المرسيدس)، (أول أول)، (البارحة نوم)، (غاب بدر)، (باجر يبينون)، (سرى الليل)، (تيّه أفكاري غزال).

وعلى إيقاع السامري ردد الخريّف أغنية (ألا يا عبرة تجرا)، (يوم الإثنين الضحى)، (مرحبا بالخضر)، (سلمولي على اللي)، وعلى إيقاع السامري النقازي قدّم (يا عين ياللي)، (روضة الخلان).
ونظمت شركة "كيف" للإنتاج الفني الحفل وأنتجته بإشراف فني من "سمارت سمرات" للإنتاج الفني.
وقال المدير العام للشركة المنظمة سعود الرندي، في تصريح لصحيفة "الراي" الكويتية، "إن الإقبال الكبير الذي شهده الحفل هو رسالة واضحة بأن الفن الكويتي الأصيل لا يزال يسكن وجدان الجمهور، وما زال الناس متعطشين لهذه الألوان التي تعبّر عنهم وتذكّرهم بجمال البساطة وروح الماضي".
والسامري فن غنائي، يمثل الأغنية الشعبية الجماعية، إذ تجتمع مجموعة متجانسة من محبي الموسيقى والطرب في الأمسيات لأداء هذا النوع من الغناء، وأرجع كثيرون تسمية السامري إلى "السمر ليلاً".
ويعتمد فن السامري على العديد من الإيقاعات ومن أبرزها الدفوف والمرواس والطبل، وينقسم هذا الفن إلى نوعين هما الحوطي والقروي.
ومن أشهر من تغنى بفن السامري في الكويت الفنانة الراحلة عايشة المرطة التي لقبت "ملكة السامري"، والفنان عبدالله فضالة والفنانة الشعبية عودة المهنا.
ويعود الفضل في تطوير هذا الفن قديماً إلى الفنان الشعبي صالح العبيدي الذي قام بتلحين وتهذيب غالبية أغاني هذا الفن وكان يحضر إلى قرية الفنطاس لينافس "القروية" وهم أهل القرية والذين كانوا من أفضل شيالي فن السامري في الكويت.
والقادري فن تراثي، وهو من الإيقاعات ذات الطابع الديني الصوفي، ويشير إلى أنواع مختلفة من الأناشيد الروحية المرتبطة بالطرق الصوفية.