حققت مسرحية كويتية نجاحاً جماهيرياً لافتاً بكسرها أرقاماً قياسية بعدد العروض داخل البلاد وخارجها، لتصبح أكثر مسرحية خليجية تم عرضها على الإطلاق، بعد أشهر من انطلاقتها في البلد الخليجي المعروف باهتمامه بالفن والمسرح.
وتخطى عدد عروض "عيال إبليس" حاجز 235 عرضاً وأكثر، منذ انطلاقتها في عيد الفطر مطلع نيسان/ أبريل الماضي، حيث شهدت إقبالاً جماهيرياً أثناء عرضها في الكويت وعدد من دول الخليج.
وتعد هذه المسرحية المستمرة في عروضها واحدة من أبرز الأعمال المحلية هذا العام، وأكثرها استمراراً في عروضها نتيجة الإقبال الكبير عليها.
ويرى القائمون على هذا العمل أن عناصر نجاحه هي إبداع وتفاهم الفنانين فيما بينهم وسعيهم لتقديم أفضل ما لديهم، والإخراج المتناغم مع النص وتوظيف عناصر المسرح من إضاءة وصوت وحركة وموسيقى بشكل لافت، فضلاً عن ذوق الجمهور الكويتي والخليجي وتقديره للفن الحقيقي.
وفي تصريح سابق لصحيفة "الرأي" الكويتية، قال كاتب المسرحية أحمد العوضي "إن سر تميّز العمل يكمن في روح الفريق الواحد التي جمعت الممثلين خلف الكواليس، فضلاً عن وجود أسماء لامعة من الممثلين الذين كان لهم تأثير كبير في الحضور الجماهيري".
وأضاف العوضي أن "المسرحية تمثل امتداداً طبيعياً لنجاحات "قروب البلام"، الذي يواصل تحقيق حضور استثنائي في المشهد الخليجي منذ سنوات".
و"قروب البلام" هو فريق مسرحي أسسه الفنان حسن البلام مع مجموعة من الفنانين، قدّم القروب العديد من المسرحيات في الكويت وخارجها.
وأشار العوضي إلى تفاعل الجمهور الكويتي والخليجي مع المسرحية التي تدور في إطار خيالي كوميدي ساخر، لافتاً "إلى أن كثيرين حضروا المسرحية أكثر من مرة، وبعضهم كان يأتي بعائلته أو أصدقائه في كل عرض".
وتتناول مسرحية "عيال إبليس" الصراع الأزلي بين الخير والشر، من خلال مجموعة من "الشياطين" الذين يسعون للتأثير على البشر عبر الأفكار والآراء، إذ يرسل إبليس أبناءه لغواية البشر ضمن تحديات متتالية تكشف نقاط ضعف الإنسان وتختبر قدرته على المقاومة.
ويشارك في العمل نخبة من الفنانين، بينهم عبدالعزيز النصار، ونوف السلطان، وشيماء سليمان، وغادة الزدجالي، وخالد السجاري، ومحمد الدوسري، وموسى كاظم، ومحمد فايق، وخالد الثويني، وأخرجه محمد جمال الشطي.
ويشير الإقبال الكبير على هذه المسرحية إلى أن المسرح الشبابي يشهد انتعاشاً كبيراً في الكويت، التي أطلقت قبل 36 عاماً أولى دورات مهرجانها المسرحي بتنظيم من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إذ أسهم في دعم وتطوير الحركة المسرحية في البلاد.