لم تعد الأم اليوم محصورة داخل المنزل، بل أصبحت شريكًا فاعلًا في سوق العمل، تجمع بين إنتاجها المهني ورعاية أسرتها، في تحدٍ يومي يثقل كاهلها. ومع هذا الجهد المستمر، يظل شعور الذنب والإرهاق العاطفي رفيقًا لكثير من الأمهات العاملات.
وفي حديث خاص مع "إرم نيوز"، أوضحت الدكتورة نادية نصير، مستشارة تربوية وأسرية ونفسية، كيف يمكن للأم العاملة استعادة توازنها النفسي والعاطفي وسط زحام المسؤوليات، دون الشعور بالتقصير تجاه أسرتها.
وأكدت الدكتورة أن الأم، سواء كانت طبيبة أو معلمة أو إدارية، أصبحت شريكًا أساسيًا في التنمية، بينما ينتظر أطفالها داخل المنزل اهتمامها ووقتها.
وتابعت الدكتورة نادية أن شعور الأم بالذنب تجاه أبنائها شائع، لكنه لا يجب أن يتحول إلى جلد للذات، خاصة عندما يكون العمل ضروريًا لتوفير حياة مستقرة وكريمة للأطفال.
وللتعويض عن وقت الغياب، نصحت بقضاء وقت حقيقي ومؤثر مع الأبناء بعد العمل، عبر مساعدتهم في الدراسة، والاستماع لهم، أو الخروج في نزهات عائلية، بما يعزز العلاقة ويخفف شعور التقصير.
أما بالنسبة للتعب الجسدي، فأكدت نادية نصير ضرورة أن تمنح الأم نفسها وقتًا للراحة والاسترخاء، مع شرح أهمية هذا الوقت للأطفال حتى لا يُفهم على أنه تهرّب من المسؤولية.
وأضافت المستشارة أن ممارسة الهوايات والرياضة، مثل النوادي أو المشي، تساعد على خفض التوتر وتعزيز الطاقة الإيجابية.
وفيما يخص الإرهاق العاطفي، شددت الدكتورة نادية على أن الحب المتبادل والاحترام بين الزوجين والتعامل العقلاني مع المشكلات يخلق بيئة أسرية داعمة، تقلل الضغط النفسي على الأم. وأشارت إلى أن العمل داخل المنزل لا يقل أهمية عن العمل الخارجي، فكل دور تقوم به المرأة يحتاج إلى صبر وتفانٍ.
واختتمت الدكتورة نادية نصير حديثها بالقول إن الرضا الذاتي هو المفتاح لتخفيف الأعباء وتحقيق التوازن، ليتمكن كل أم من العيش بسلام مع نفسها ومع من حولها.