كشفت دراسة حديثة أن عبارة "انتظري فحسب"، التي تُستخدم كثيرًا في الحديث مع الأمهات في مراحل مختلفة من الأمومة، قد تترك أثرًا نفسيًا سلبيًا عميقًا بدلاً من أن تقدّم الدعم أو التعاطف.
وبحسب موقع "سايكولوجي توداي" تُقال هذه العبارة غالبًا بهدف المواساة أو التحضير لما هو قادم، لكنها قد تُشعر الأم بأن معاناتها الحالية غير مُعترف بها أو أنها غير كافية في مواجهة التحديات. فخلال الحمل، والولادة، ورعاية المولود، يتلقّى الوالدان بشكل متكرر تحذيرات من صعوبات المرحلة القادمة، تبدأ بقول: "انتظروا فحسب، الأسوأ لم يأتِ بعد."
وبحسب الباحثين، تُفهم هذه العبارة على أنها تقليل من شأن الألم أو التعب الذي تعيشه، وتُعزز شعورها بالعجز أو الذنب، ما قد يؤدي إلى العزلة وزيادة الضغط النفسي. وبدلاً من أن تُطمئن الأم بأن ما تمرّ به طبيعي وصعب، تُشعرها بأنها ليست قوية بما فيه الكفاية، وأن عليها تحمّل ما هو أصعب لاحقًا.
وتدعو الكاتبة والباحثة ألكسندرا داوسون، إلى استبدال هذه العبارات المحبطة برسائل إيجابية تُركّز على الجوانب المشرقة من تجربة الأمومة، مثل قول: "لا شك أن الأشهر الأولى صعبة، لكنك ستسعدين حين ترين ابتسامة طفلك الأولى." وتضيف أن الدعم الحقيقي يجب أن يقوم على التعاطف لا الشفقة، من خلال الاعتراف بالألم الحالي بدلاً من تحجيمه.
وتشير دراسات حديثة إلى أن الصحة النفسية للوالدين تتأثر بشكل متزايد، ما يجعل من الضروري إعادة النظر في طريقة تقديم الدعم، لا سيما في ظل معدلات الإرهاق والقلق المرتفعة بين الأمهات الجدد.
وبدلًا من تحذير الأمهات من صعوبات لاحقة، يرى الخبراء أن تقديم كلمات تشجيعية تنقل الأمل والتفهّم، قد يكون أكثر فاعلية في دعمهن ومساعدتهن على تجاوز التحديات اليومية بثقة واطمئنان.