في واحدة من القصص المؤثرة التي شهدها الشارع البريطاني أخيرًا، توفي الطفل ليني لاكس، البالغ من العمر 7 سنوات، بعد صراع استمر عامين مع مرض نادر وعدواني يُعرف بالورم الأرومي الدبقي (Glioblastoma)، وهو نوع من أورام الدماغ التي لم يتم التوصل لعلاج فعّال لها حتى اليوم.
فحص روتيني كشف الكارثة
بداية القصة كانت عام 2022، حين بدأ ليني يشكو من صداع متكرر، فظنت والدته، صوفي هنت، أن الأمر لا يتعدى مشكلات بسيطة في النظر.
لكنّ فحصًا روتينيًا للعين كشف ما لم يكن في الحسبان، فقد أظهر وجود ورم بحجم قبضة اليد داخل دماغه، ليتم نقله إلى مستشفى الأطفال الملكي في مانشستر، حيث خضع لجراحة عاجلة.
"أسوأ 12 ساعة في حياتي"
بهذه الكلمات وصفت والدته لحظة تلقي الخبر من الأطباء، الذين أخبروها أن نجلها قد لا يعيش لأكثر من عام.
وعلى الرغم من ذلك، خاض ليني رحلة علاج طويلة وشاقة، شملت جلسات علاج إشعاعي يومية استلزمت تخديره باستمرار، إلى جانب العلاج الكيميائي المكثف.
شجاعة تتجاوز السن
رغم فقدانه الكبير للوزن وتدهور حالته الجسدية، لم يفقد ليني روحه المرحة ولا شجاعته. ولم يشتكِ يوما، بل كان مصدر إلهام للفريق الطبي وكل من تعامل معه وهم من لقّبوه بـ"المقاتل الصغير"، لما أظهره من قوة استثنائية.
وفي يناير من عام 2025 تدهورت حالته كثيرًا، وانتشر الورم في مناطق متفرقة من دماغه.
حينها أبلغ الأطباء العائلة بنفاد كل الخيارات العلاجية، فقررت أسرته أن تجعل أيامه الأخيرة مليئة بالحب والذكريات الجميلة، عبر تحقيق أمنياته الصغيرة، وأخذته إلى أماكن كان يحلم بزيارتها.
رسالة من أم مكلومة
بعد وفاته في الخامس من أبريل، نشرت والدته رسالة مؤثرة قالت فيها:
"لقد قاتل هذا المرض الرهيب بكل ما لديه، ولا يمكنني أن أكون أكثر فخرًا بكوني والدته. ارتح الآن يا ملاكي الحبيب، أحبك دائمًا وإلى الأبد".
أنشأت العائلة صفحة تبرعات عبر موقع GoFundMe لتأمين جنازة تليق بابنهم، وتدفقت التبرعات من مئات الأشخاص الذين تأثروا بقصته، مؤكدين أنه لم يعد يعاني من ألم أو معاناة.
واحتفى كل من عرف "المقاتل الصغير" بذكرى الطفل الذي جعل من قصته مصدر إلهام لكل من يمر بتجربة قاسية.