في حادثة طريفة شهدتها حديقة وايلدوود ديفون جنوبي إنجلترا، قرر دبّان صغيران كسر روتين الحياة اليومية، فهربا من حظيرتهما وانطلقا مباشرة نحو مخزن الطعام، وقضيا وقتاً ممتعاً في التهام كميات وفيرة من العسل، في مغامرة استمرت أقل من ساعة لكنها أثارت حالة من الاستنفار داخل الحديقة.
وأوضحت الحديقة، عبر ناطق باسمها، أن الدبّين "ميش" و"لوسي"، ويبلغان من العمر أربع سنوات، فرا من مكان إقامتهما يوم الاثنين وتوجها رأساً إلى مستودع الغذاء القريب، حيث تناولا ما يكفي أسبوعاً كاملاً من العسل، إلى جانب أصناف أخرى من طعامهما المخصص.
وخلال هذه المغامرة، تمّت مراقبتهما بدقة عبر كاميرات المراقبة، كما كانت فرق الحديقة تتابعهما عن قرب دون أن يتعرض أي من الزوار للأذى. ورغم أن الحادث لم يُشكّل خطراً مباشراً، فقد تم نقل الزوار إلى مبنى آمن كإجراء احترازي.
وأوضح فريق الحديقة أن الدبّين أُعيدا لاحقاً إلى الحظيرة سالمَين، وخلدا إلى النوم بعد "وجبة العمر". وقد هرعت الشرطة إلى الموقع وبدأت تحقيقاً لمعرفة كيف تمكّنا من الفرار، في ظل وجود أنظمة أمان متقدمة.
وتُعدّ حديقة وايلدوود ديفون إحدى الحدائق المتخصصة بالحفاظ على الأنواع البرية البريطانية الأصلية، وتمتد على مساحة 16 هكتاراً من الغابات. وتضمّ إلى جانب الدببة كائنات أخرى مثل الذئاب، الثعالب، الوشق، الزواحف، والطيور.
يُشار إلى أن "ميش" و"لوسي" انضما إلى الحديقة عام 2021 بعد أن تخلّت عنهما والدتهما خلال عاصفة ثلجية في ألبانيا.
وبعد محاولات فاشلة لإعادة إدماجهما في البرية، خلص اختصاصيون إلى أن بقاءهما في بيئة آمنة ومحمية هو الخيار الأفضل.
ورغم أن الدببة انقرضت في المملكة المتحدة منذ القرن الحادي عشر، فإن هذه الحديقة تُعيد إحياء وجودها بشكل مدروس، في إطار جهود علمية للحفاظ على التنوع الحيوي.