رأى تقرير لصحيفة التايمز البريطانية أن "شهر العسل السياسي" لرئيس وزراء كندا، الفائز بالانتخابات الأخيرة، مارك كارني، سيكون الأقصر على الإطلاق.
وأوضحت الصحيفة أنه في حين دفعت رسوم ترامب الجمركية وتهديداته بالضمّ رئيس الوزراء الجديد إلى فوزٍ غير متوقع، فإنّه يواجه نفس المشاكل التي واجهها سلفه، وجمهور ناخبين أكثر إرهاقًا وفق تعبيرها.
وقد يكون كارني الزعيم العالمي الوحيد الذي يمتلك خبرةً سياسيةً أقل من خبرة الرئيس ترامب قبل توليه منصبه، إلا أنه ينعم الآن بنشوة الفوز ومواجهة الرئيس الأمريكي.
وبحسب الصحيفة، لن يدوم شهر عسل كارني السياسي طويلًا؛ إذ إنه عند تولي ترامب منصبه في 20 يناير كانون الثاني الفائت، كان حزب المحافظين الكندي المعارض يتقدم بفارق 23 نقطة على الحزب الليبرالي، الذي كان يقوده آنذاك جاستن ترودو.
وعلى الرغم من أن تدخلات ترامب، بدعوته إلى أن تصبح كندا الولاية الأمريكية الحادية والخمسين، وفرضه رسومًا جمركية تُهدد بانهيار الاقتصاد الكندي، كانت بمثابة هدية لكارني، فإن المشاكل الهيكلية التي أدت إلى تراجع شعبية سلفه لا تزال قائمة.
وأوضحت الصحيفة أن رسوم ترامب الجمركية ستكون أول وأخطر مشكلة تواجه كارني، حيث تذهب نحو 80% من الصادرات الكندية إلى الولايات المتحدة.
ورغم أن ترامب تجنب حتى الآن فرض رسوم جمركية شاملة على جميع المنتجات الكندية، فإن الضرر الذي يلحق بالاقتصاد من تلك الرسوم على الصناعات الرئيسة، بما في ذلك رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات والألمنيوم والصلب، سوف يسبب ضررًا حقيقيًا في حد ذاته.
وأردفت الصحيفة أن استطلاعات الرأي خلال الحملة الانتخابية أظهرت باستمرار أن تكلفة المعيشة كانت أكبر هموم الكنديين.
وشهدت تكاليف السكن ارتفاعًا حادًا في السنوات الأخيرة؛ إذ ارتفعت تكلفة منزل الأسرة بنسبة 30% خلال السنوات الثماني الماضية في تورنتو، وينطبق الأمر نفسه على فانكوفر وغيرها من المراكز الحضرية، ولم ترتفع الأجور بما يتناسب مع ذلك.
وبدا أن الناخبين سئموا من وعود ترودو بحل الأزمة، وفضلوا حجة المحافظين، التي كانت تدعو إلى تحرير السوق وتسهيل حصول المطورين على الموافقات اللازمة لمشاريع البناء.
ويُمثل الإسكان جانبًا واحدًا فقط من الوضع الاقتصادي المتردي في كندا؛ حيث سجلت البلاد أدنى معدل نمو بين 50 اقتصادًا متقدمًا منذ العام 2019، وظلت الأجور المعدلة حسب التضخم ثابتة منذ العام 2016، وهي الفترة التي تغطي إدارة ترودو.
وكان الكنديون ساخطين على الحزب الليبرالي، قبل تدخل ترامب في انتخاباتهم؛ حيث أثار هذا غضبهم بما يكفي لمعاقبة المعارضة الموالية لترامب.
وفي حين نجح كارني في الفوز بالانتخابات دون التطرق إلى كيفية تعامله مع مشاكل كندا، فإنه لن يُمنح وقتًا كافيًا لإيجاد حلول، بحسب الصحيفة.
