قوة إسرائيلية خاصة تقتل مسؤولاً في الجبهة الشعبية بعد تسللها لدير البلح وسط غزة
في ظل توقعات بزيادة غير مسبوقة في أعداد الزوار خلال عام 2025، شرعت غرينلاند، الإقليم الدنماركي ذو الحكم الذاتي، في اتخاذ تدابير وقائية لتفادي آثار السياحة المفرطة التي باتت تهدد هويتها البيئية والثقافية.
وضمن هذه الخطوات، صادق البرلمان المحلي على قانون جديد ينظّم قطاع السياحة، ويحدّ من دخول السفن السياحية الضخمة، في محاولة للحفاظ على البيئة الهشة وتوفير فرص استثمار محلية عادلة، وفقا لما أفاد به تقرير صحيفة "لوموند" الفرنسية.
وتعد السياحة أحد الأعمدة التي تسعى غرينلاند لتقويتها ضمن رؤيتها التنموية طويلة الأمد، في وقت لا تزال فيه صادراتها تعتمد بنسبة تزيد على 90% على قطاع الصيد.
وأوضح التقرير أنه مع بروز مخاطر تغير المناخ وتراجع المخزون السمكي، تسعى الحكومة إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز السياحة المستدامة كخيار استراتيجي.
واستقبلت غرينلاند 130 ألف سائح أجنبي في عام 2023، بزيادة 46% مقارنة بعام 2019، إلا أن هذا الرقم يبقى متواضعاً مقارنة بدول الجوار مثل آيسلندا التي جذبت 2.2 مليون زائر في العام ذاته.
وأردف تقرير الصحيفة الفرنسية أن تحسين البنية التحتية، مثل افتتاح مطار جديد في العاصمة نوك في نوفمبر 2024، وتوسعة مطارات أخرى، عزز من جاهزية الجزيرة لاستقبال مزيد من السياح مستقبلاً.
ويتوقع أن تلعب شركات الطيران العالمية دوراً في هذه الطفرة؛ إذ ستبدأ "يونايتد إيرلاينز" رحلات مباشرة من نيوآرك الأمريكية إلى نوك في يونيو، بينما ستوفر "ساس" ثلاثة رحلات أسبوعية من كوبنهاغن.
كما أن القانون الجديد، الذي أقر في نوفمبر 2024، يشترط حصول مشغلي الرحلات السياحية على تراخيص خاصة، ويلزم أن يكون ثلثا ملكية الشركات السياحية بيد سكان محليين، في خطوة تهدف إلى تمكين المجتمع المحلي من الاستفادة الاقتصادية المباشرة.
كما يتيح للبلديات تحديد مناطق يُسمح أو يُحظر فيها النشاط السياحي، سواء على اليابسة أو في البحر.
بدورها، تشير وزيرة الاقتصاد والتجارة نايا ناثانييلسن إلى أن "الهدف هو تنمية السياحة بطريقة متوازنة ومستدامة، بحيث يستفيد منها الجميع دون الإضرار بالبيئة أو الثقافة المحلية".
ورغم الانتقادات من بعض المستثمرين الأجانب، ترى شخصيات محلية بارزة أن هذه السياسة تمثل نقلة نوعية.
من جانبه، يؤكد الكابتن إيريك بالو جاكوبسن، الذي ينظم رحلات بحرية منذ عام 2008، أن التسرع في فتح الأبواب للسياحة الجماعية قد يُدمّر ما يجعل غرينلاند وجهة فريدة، قائلاً: "في القطب الشمالي، كل شيء ينمو ببطء لكنه يدوم".
وفي ظل ما وصفه البعض بـ"الاهتمام المفاجئ" نتيجة التصريحات المثيرة من شخصيات أمريكية مؤثرة مؤخراً، تأمل السلطات في استثمار هذا الزخم بطريقة مسؤولة تضمن لغرينلاند نمواً سياحياً لا يأتي على حساب طبيعتها الفريدة وسكانها الأصليين.