قررت الكويت نقل باعة السمك لخارج سوق المباركية التاريخية الشهيرة، إلى موقع جديد في البلد الذي يقع على الخليج العربي، وتشكل الأسماك وجبة رئيسة تحضر بشكل دائم على موائد سكانه.
وأُعلن عن نقل سوق السمك إثر شكاوى متواصلة إلى الجهات المعنية بشأن الروائح المنبعثة من الأسماك وتأثيرها على الزوار وأصحاب المحال المجاورة، في السوق التي تشهد إقبالاً دائماً وتظل مزدحمة بالزوّار من سكان العاصمة وبقية المحافظات.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن وزير الدولة لشؤون البلدية والإسكان، عبداللطيف المشاري، "بأن هذا القرار يأتي ضمن إطار تنظيمي، ويهدف النقل إلى معالجة الملاحظات القائمة على السوق منذ سنوات".
وأوضح الوزير "بأن بلدية الكويت تسير حالياً بإجراءات النقل، وأنه تم تحديد المناطق كافة التي ستنتقل إليها السوق، دون الإشارة إليها".

وعرف الكويتيون صيد السمك منذ القدم لارتباطهم بالبحر الذي كان مصدر رزقهم قبل اكتشاف النفط، وتشكّل الأسماك طعاماً مهماً ومفضلاً في غذاء الكويتيين الذين يحرصون على تناوله سواء كانت الأسعار مرتفعة أو منخفضة.
ومن أكثر أنواع السمك إقبالاً سمك "الزبيدي" و "السبيطي"، إضافة إلى أنواع أخرى ومنها "النقرور والهامور"، وتتوفر في الأسواق مختلف الأنواع المحلية منها والمستوردة.
وتقع سوق المباركية في منطقة القبلة في العاصمة الكويتية، وهي سوق تراثية وسميت نسبة إلى الشيخ مبارك الصباح، وتتميز السوق بتصميمها الذي يشبه الأسواق القديمة، وهي من أبرز المعالم التراثية في الكويت.
وتضم هذه السوق محلات لبيع مختلف السلع من ألبسة وإكسسوارات وعطورات، إضافة إلى محلات لبيع اللحوم والأسماك والمواد الغذائية، والسلع التراثية والذهب والسلاح، كما تضم السوق مجموعة من المقاهي الشعبية والمطاعم ومحلات الحلويات.
ويعود تاريخ إنشاء هذه السوق الشهيرة لأكثر من 125 عاماً، حيث بدأت بمحل واحد صغير يشبه الكشك الذي أنشأه حاكم الكويت السابع والبارز، الشيخ مبارك الصباح، عام 1897، بهدف الاستماع إلى شكاوى المواطنين والنظر في مشاكلهم.

وتحوّل ذلك الدكان بعد فترة إلى أول محكمة بالكويت تقضي في شؤون المتخاصمين، لتبدأ حكاية ولادة سوق المباركية، حيث كان التجار يجتمعون بالقرب من ذلك الدكان في تلك المنطقة التي يجلبون إليها بضائعهم من الهند والعراق وعمان وغيرها، لتتحول هذه المنطقة إلى أكبر سوق تجارية شعبية اكتسبت اسمها من مؤسس أول دكاكينه، الشيخ مبارك.
وبدأت السوق بالتوسع تدريجياً، لكن بشكل منظم، حيث تنقسم لمجموعة شوارع متوازية ومتقاطعة، لتتحول في غضون سنوات لأشهر أسواق الكويت.