أصدر الرئيس التونسي، قيس سعيّد، قرارًا يقضي بتخفيض أسعار اللحوم بالتزامن مع ازدياد الاستياء الشعبي من ارتفاعها وغيرها من المواد الغذائية.
وحدد قرار رئاسي سعر 1 كغم من لحم الخروف المحلي بـ 40 دينارًا ما يُعادل الـ 13.69 دولار، و32 دينارًا أي 10.95 دولار للحم البقر.
ويهدف القرار إلى الحد من الغلاء وملاءمة الأسعار بالقدرة الشرائية للتونسيين.
من سوق باجة المركزي، قال منير غنام (52 عامًا) إن "هذه الإجراءات لا يمكن إلا أن تبعث فينا الارتياح، لكن على السلطات القيام بحملات مراقبة واسعة لأن المشكل الحقيقي يكمن في قدرة المضاربين والمحتكرين على التلاعب بالأسعار".
وأضاف غنام لـ"إرم نيوز"، بينما كان يهمّ لمغادرة السوق، أن "هذا الإجراء جعلنا نشعر بأن هناك إرادة سياسية وحكومية لتعديل الأسعار والتخفيف من معاناة المواطنين، لكن يجب أن تقترن بإجراءات أخرى أكثر حدة تجاه المضاربين والمحتكرين".
أما راضية (61 عامًا) فعدّت أن الإجراء "خطوة نحو تصحيح الوضح لأن المواطن لم يعد قادرًا على اقتناء لا اللحوم ولا حتى بعض الخضروات".
وأوضحت لـ "إرم نيوز"، أن "السلطات عليها تشديد مراقبة المحتكرين والمضاربين وخاصة السمسارة (الوسطاء والتجار) الذين يتحكمون بشكل حقيقي في الأسعار ويتمّ التلاعب بها بشكل كبير".
أسعار خيالية
يأتي هذا التطور في وقت كانت حذرت فيه منظمات وأوساط تونسية من استمرار الغلاء الكبير في أسعار اللحوم على الرغم من مرور عيد الأضحى.
وحذر رئيس الغرفة الوطنية للقصابين في تونس، أحمد العميري، من أن "أسعار اللحوم الحمراء ارتفعت بشكل غير مقبول وخيالي، فعلى سبيل المثال سعر الكيلوغرام الواحد بلغ 55 دينارًا (18.3 دولار) في المناطق المنتجة، ووصل إلى 60 دينارًا (20.38 دولار) في ولاية بنزرت (شمال البلاد)".
وطالب العميري القصابين بـ"التوجه نحو شركة اللحوم التي توفر لحومًا حمراء مستوردة من رومانيا بسعر 39 دينارًا للكيلوغرام.
وأشار إلى أن "جودة اللحوم ممتازة ويمكن أن تساهم في كسر الأسعار المرتفعة في السوق المحلية".
مأزق كبير
وتعيد أزمة ارتفاع أسعار اللحوم إلى أذهان التونسيين تلك الأزمة التي عرفتها البلاد خلال عيد الأضحى حيث بلغت الأضاحي أسعارًا غير مسبوقة وسط شكاوى كبيرة آنذاك.
واعتبر الصحفي والمحلل السياسي التونسي، محمد صالح العبيدي، أن "بالفعل هذه الإجراءات والأسعار تضع البلاد أمام مأزق كبير، حيث من جهة الفلاح والمزارع لم تعد لديه القدرة على مجاراة الواقع فيما يتعلق بالأعلاف وغير ذلك، ومن جهة ثانية المواطن لم يعد قادرًا على شراء اللحوم أو حتى بعض الخضر والغلال التي شهدت أسعارها قفزة غير منتظرة".
وتابع العبيدي في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أن "هذه الأزمة من المفترض أنها تدفع السلطات إلى التفكير بجدية في إيجاد حلّ للمنظومة الزراعية والفلاحية ككل، لأن الأمر لا يقتصر على اللحوم الحمراء أو غير ذلك، بل المنظومة ككل، من الحبوب وصولًا إلى اللحوم، بدأت في الانهيار".
