دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة لا يعني صمت البنادق؛ إذ يعيش شمال القطاع في الساعات الأخيرة على وقع تصعيد أمني وعسكري ينذر بانفجار المشهد برمته، هناك تسعى حماس لفرض سلطة الأمر الواقع وتحاول القضاء على من يعارضها من المجموعات المسلحة.
مجموعة فلسطينية تطلق على نفسها "الجيش الشعبي"، أعلنت الجاهزية الكاملة لوقف طموحات حماس باستعادة زمام الأمور، وحذرت مسلحي الحركة من الاقتراب من مناطق سيطرتها شمالي غزة، وبتسجيل مصور لقائد المجموعة أشرف المنسي تم التأكيد أن "القوة ستُقابل بالقوة".
وضمن خانة "الحرب النفسية"، وضع المنسي ما يتم تداوله من قبل حماس عن مقتل أو اعتقال عناصر من مجموعته في الاشتباكات الدائرة في غزة، مشددا على أن قواته بخير وتواصل تنفيذ مهامها، بل وتوسع نطاق سيطرتها.
ويحدد فصيل "الجيش الشعبي" مهامه بتأمين عودة الفلسطينيين من سكان شمال غزة إلى مناطقهم، وخلق الظروف الأمنية المناسبة في المنطقة بعيدا عن "بطش حماس"، إلى جانب تأمين وصول المساعدات وضمان استمرار عمل المستشفيات.
ورغم توقف آلة الحرب الإسرائيلية تنفيذا لاتفاق السلام وما رافقه في المرحلة الأولى من إطلاق سراح رهائن وأسرى، فإن غزة تحبس أنفاسها كما السابق.. أصوات الاشتباكات المحلية تعكر الأجواء وتنذر باقتتال داخلي لا يقل كارثة عن الحرب مع إسرائيل.