بكل ألمٍ وصمت رحلت الطفلة رزان أبو زاهر التي اجتمع على جسدها النحيل الجوع والمرض.. لتصبح واحدة من آلاف القصص المفجعة التي تُروى بصوت خافت من قلب غزة المنكوبة.
قاومت رزان قدر استطاعتها لكن جسدها لم يحتمل القسوة المضاعفة.. ضمور دماغي ينهش أعصابها وجوع قاتل حرمها من حليبٍ وطعامٍ خاص كانا مفتاح نجاتها.
رزان لم تَمُت مرة واحدة بل مرتين.. الأولى حين حُرِمت من حقها في مغادرة غزة لتلقي العلاج والثانية حين حاصرتها سياسة التجويع لتغلق أمامها كل أبواب الحياة فعجز الأطباء وضاقت المستشفيات وانهارت الخيارات.
قصة رزان ليست استثناء بل كابوس يطارد آلاف الأمهات في غزة حيث يهدد شبح الجوع حياة أكثر من 40 ألف طفل محرومين من الحليب والمكملات الغذائية.. وتحت الحصار باتت الأم تُخيَّر بين موت طفلها جوعاً أو موته في طريق البحث عن فتات من المساعدات.