بعد ساعات من إعلان ترامب التاريخي رفع العقوبات عن سوريا، تغيرات متسارعة طرأت على المشهد السوري، قرارات حكومية بدأ تنفيذها على الأرض سريعا بحق المقاتلين الأجانب أولا؛ إذ تقول التقارير إنهم يتعرضون لعمليات ملاحقة واعتقال في عدة محافظات سورية، بينما جاء الدور في الساعات الماضية على تنظيم داعش، فهل بدأت حكومة دمشق حربها ضد التنظيم؟
في حلب، أعلنت وزارة الداخلية السورية انتهاء العملية الأمنية المشتركة بين إدارة الأمن العام وجهاز الاستخبارات العامة، التي استهدفت وكرا لخلية إرهابية تابعة لتنظيم "داعش" في المحافظة، مكونة من 7 أشخاص، صفت خلالها 3 عناصر واعتقلت 4، بينما شهدت الاشتباكات مقتل عنصر من الأمن العام وفق أرقام رسمية، في وقت رد فيه التنظيم عبر صحيفة "النبأ" التابعة له متهما الرئيس السوري أحمد الشرع بالتفريط بالشريعة، وبأن خلاف التنظيم معه مستمر لأنه خلاف بين التوحيد والشرك، وفق تعبيرها، في تطور يُنذر بدخول الإدارة السورية الجديدة فصلا جديدا من الحرب ضد داعش، فأين تتمحور نقاط تجمع عناصره في سوريا؟
بعد ضربة قوية تلقاها داعش عام 2017 منعت وجوده في المناطق السكنية شمال وشمال شرق سوريا، تغلغلت خلاياه في البادية السورية ما بين محافظات حمص، وحماة، والرقة، ودير الزور، مستغلة تضاريسها الوعرة للتخفي، وبقيت تشن هجمات مباغتة بين الحين والآخر، معظمها انتحارية؛ ففي عام 2024 فقط، سجل المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 200 عملية نفذها داعش قُتل فيها عشرات المدنيين في مناطق نفوذه.
وتؤكد تقارير إعلامية أن التنظيم ما زال يمتلك مخابئ ومخازن سلاح في مناطق نائية في البادية، إلا أن مركزها الأهم بادية السخنة، شرق تدمر وسط سوريا.
ومع عودة تحركات خلاياه النائمة، قد تدخل سوريا تحديا جديدا تتوزع فيه مهمة الإدارة السورية الجديدة على ضبط الفصائل الأجنبية أولا، ومحاربة داعش في الوقت ذاته.