في السياسة كما في المال، لا شيء يدوم طويلًا… لا التحالفات، ولا الصداقات، ولا حتى المجاملات. هذا ما كشفته الأيام الأخيرة بعد أن تحوّل الودّ العلني بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك إلى خيبة أمل علنية وصدام سياسي محتدم.
ترامب، الذي لطالما تباهى بعلاقته بـ ماسك، قالها صريحة من داخل المكتب البيضاوي: "أنا محبط جدًا من إيلون". كلمات بدت كصفعة لعلاقة قيل يومًا إنها "رائعة". أما السبب، فهو موقف ماسك من مشروع الموازنة الشامل الذي أقرّه ترامب، والذي وصفه ماسك بأنه "بغيض ومثير للاشمئزاز".
ماسك، الذي لم ينتظر طويلًا، ردّ كعادته عبر منصة "إكس"، ساخرًا من اتهامات ترامب، ومؤكدًا أنه لم يُعرض عليه مشروع القانون مطلقًا. وقال إيلون ماسك في منشور على منصة "إكس": لولا دعمي، لكان ترامب قد خسر الانتخابات، ولسيطر الديمقراطيون على مجلس النواب، ولحصل الجمهوريون على 49 مقارنة بـ51 مقعدًا في مجلس الشيوخ".
ولم يكتفِ بذلك، بل أعاد نشر تغريدة قديمة لترامب يعود تاريخها لعام 2012، ينتقد فيها العجز المالي، مضيفًا تعليقًا لاذعًا: "أين هذا الرجل اليوم؟".
وفي زحمة التصريحات، لم تنجُ الأسواق من الارتباك. إذ هبطت أسهم "تسلا" بنحو 9%، في إشارة واضحة إلى أن خلاف الرجلين لم يعد مجرد نزاع شخصي، بل أزمة لها أصداء اقتصادية. أكثر من 90 مليار دولار تبخّرت من قيمة الشركة السوقية في يوم واحد، فقط لأن ترامب عبّر عن "خيبة أمل".
هكذا، تحوّل تحالف المصالح إلى ساحة اشتباك، بين رئيس لا يقبل الانشقاق، ورجل أعمال لا يصمت عن الخطأ. وما بينهما... مستقبل سياسي واقتصادي يتقلب على صفيح ساخن من الكلمات.
