"همسات الحرب" لا تفارق مسامع اللبنانيين.. وفي بيروت تتقاطع مواقف أمريكية إسرائيلية تشي برائحة البارود والنار، فلا مطالب نزع سلاح حزب الله نُفذت ولا ملامح البدء بـ“المهمة المستحيلة“ بانت..
بات الشغل الشاغل للداخل اللبناني ليس الحديث عن إمكانية نشوب حرب أم لا.. بل متى وكيف.
"حالة تململ" أمريكية طافت على سطح دبلوماسيتها في الشق اللبناني مع حث مبعوثها توم باراك، الجيش اللبناني لنزع سلاح حزب الله بـ“القوة“..
وفي الكلمة الأخيرة دلالة على ساسية ضغط مربوطة بعداد زمني ينفذ شيئا فشيئا، وهنا تجد الحكومة اللبنانية نفسها في موقف لا يحسد عليه.
ولأن كلامه لم يكن عابرا.. براك أشار صراحة إلى أن الجيش اللبناني "ليس مجهزًا" لمهمة نزع سلاح حزب الله، لكنه شدد على أن هذه المهمة ضرورية، داعيا في الوقت عينيه إلى "قطع رأس الأفعى"، في إشارة مباشرة إلى إيران التي يرى أنها تموّل وتدعم الحزب.
وكالصاعقة نزل كلام المبعوث الأمريكي على الساسة في لبنان، بشكل متحفظ رد رئيس الحكومة نواف سلام عبر تأكيده التزام الحكومة بالبيان الوزاري وحصر السلاح بيد الدولة، أما لهجة رئيس مجلس النواب نبيه بري فكانت أشد حدة باعتباره أن تصريحات براك ”متناقضة“ مع مواقف سابقة صدّرها شخصيا، وأن الجيش اللبناني "لن يكون حرس حدود لإسرائيل“.
على الضفة الأخرى، أي في إسرائيل هناك تمسك بأن أي تسوية في لبنان لا تكتمل من دون تفكيك قدرات حزب الله العسكرية، وهي ترى أن الوقت مناسب لفرض وقائع جديدة، ما يجعل وفقا لمراقبين، خيار الحرب الجديدة أقرب من أي وقت مضى.
ومع تقاطع الموقف الأمريكي والإسرائيلي يجد لبنان نفسه معلقا بين اختبار اللحظات الأخيرة لتجنب حرب ذاق مرارتها كثيرا، وبين الزج بالجيش في مهمة توصف داخليا بـ“المستحيلة“ لنزع سلاح حزب الله وفي هذا الخيار أيضا مرارة قد تصل لحد الاقتتال الداخلي.