في تطور طبي مثير للانتباه، أعلنت الوكالة الفيدرالية الطبية البيولوجية الروسية عن جاهزية لقاح مركب مضاد للسرطان للاستخدام السريري، بعد ثلاث سنوات من التجارب ما قبل السريرية وجاء الإعلان خلال فعاليات منتدى الشرق الاقتصادي مثيراً ضجة داخل الأوساط العلمية.
وفقًا للوكالة فإن اللقاح أثبت فعالية عالية في تقليل حجم الأورام بنسبة 60 إلى 80%، وتمت تجربته بنجاح في النماذج الحيوانية، حتى عند تكرار الجرعات. ويُنتظر أن يبدأ استخدامه في المرحلة الأولى على مرضى سرطان القولون والمستقيم، مع نية تعميمه لاحقًا فهو لا يُستخدم للوقاية بل يصنف كعلاج موجه يحفز الجهاز المناعي لاستهداف الخلايا السرطانية
رغم أن فكرة "لقاح السرطان" ليست جديدة، فإن معظم المحاولات السابقة بقيت في نطاق محدود. من أبرزها لقاح Provenge لعلاج سرطان البروستاتا في الولايات المتحدة، والذي لم يُعمم بسبب فعاليته الجزئية وتكلفته المرتفعة.
كما أجريت تجارب في ألمانيا واليابان على لقاحات مخصصة حسب التركيب الجيني للمريض، لكن نتائجها لم تصل إلى مراحل الاعتماد الواسع، إضافة إلى الأبحاث المتسارعة في الولايات المتحدة والصين حول استخدام لقاحات RNA المماثلة لتلك التي استخدمت في لقاح كوفيد، لعلاج السرطان لكن جميع تلك المحاولات لم تؤدي إلى نتيجة معترف بها من جهة رسمية أو منظمة صحية دولية ما يجعل الإعلان الروسي الحالي محاطًا بكثير من الحذر.