مع تصاعد الضغوط العسكرية على ميليشيا الحوثيين والضربات التي شلت ميناء الحديدة ومطار صنعاء يواجه الحوثيون تحديًا كبيرًا في تأمين طرق إمدادهم، سواء من حيث الأسلحة أو التنقلات السرية، وفي ظل تشديد الحصار وغياب المنافذ الأساسية بدأت الميليشيا في استغلال "ورقة" جديدة وهي ورقة المهاجرين الأفارقة.
بدأت الميليشيا باستغلال تدفق المهاجرين القادمين من القرن الأفريقي إلى السواحل اليمنية عبر تجنيد بعضهم ضمن شبكات تهريب تدعم عملياتهم اللوجستية وتؤمن طرقا لتنقلات قادتهم من جهة والخبراء الأجانب من جهة أخرى بين اليمن والعالم الخارجي، بعدما كانت الميليشيا تستخدم مطار صنعاء الدولي لتسهيل مثل هذه التنقلات خاصة بالنسبة للخبراء الإيرانيين وفقا لحديث رئيس منظمة "رصد للحقوق والحريات" عرفات حمران..
ورقة المهاجرين الأفارقة لم تكن جديدة بالنسبة للحوثيين؛ فهم استعدوا لمثل هذا اليوم منذ سنوات وفق خبراء أشاروا إلى أنهم كانوا على علاقة مع بعض الأطراف في أفريقيا كحركة الشباب الصومالية، حيث تم إنشاء معسكر مخصص في صعدة لتدريب المهاجرين الأفارقة على طرق التهريب؛ وهو ما أكده خبراء الأمم المتحدة في تقريرهم حول استغلال الحوثيين للمهاجرين الأثيوبيين غير الشرعيين، وإجبارهم على الانضمام إلى صفوف الميليشيا والقتال ضد القوات الحكومية، والانخراط في الاتجار بالمخدرات.
يقول مراقبون إن وصول الحوثيين إلى الضفة الأخرى للبحر الأحمر يمنحهم نقطة ارتكاز لوجستية حيوية، تسهل عمليات التهريب وتحركاتهم العسكرية في أي مواجهة، سواء داخلية أو إقليمية، لكن الأمر الأكثر خطورة يتمثل في التقارب المتزايد بين الحوثيين وتنظيم القاعدة في اليمن وحركة الشباب الصومالية في القرن الأفريقي، فهذا التقارب من وجهة نظر خبراء أمنيين يُفسر على أنه جزء من استراتيجية إيرانية تقوم على توظيف الجماعات الإرهابية كأدوات مرنة لتحقيق النفوذ والتغلغل الاستراتيجي ضمن تحالفات تسهم في إطالة أمد الصراعات وتدويلها.