logo
حجج واهية ومغالطات مضللة.. كيف صنع بيريز مظلوميته؟
فيديو

حجج واهية ومغالطات مضللة.. كيف صنع بيريز مظلوميته؟

فلورنتينو بيريز، الرجل الذي اعتدنا على رؤيته زعيما هادئا يتحكم في كل تفاصيل ريال مدريد، ظهر في الجمعية العمومية الأخيرة مضطربا ومنفعلا، وكأنه مشجع غاضب لا رئيس ناد كبير. بعدما لجأ إلى خطاب ساخن مليء بالمغالطات حاول من خلاله إنكار إنجازات برشلونة وتقليص الحقبة الذهبية للتيكي تاكا إلى مجرد مؤامرة تحكيمية، وكأنه يريد طمس التاريخ الذي شاهدته الملاعب في أوروبا.

بيريز تناسى ما حدث أمام بايرن ميونخ في 2017، عندما صدقت صافرة الحكم فيكتور كاساي على هدفين من تسلل سجلهما كريستيانو رونالدو وطرد غير منطقي لفيـدال، ولم يشر أحد في مدريد إلى خطأهما. كما تجاهل الاعتراف الواضح لمارك كلاتنبرغ بأن هدف راموس في نهائي ميلانو 2016 جاء من وضعية تسلل، ومع ذلك رفع ريال مدريد الكأس دون أي احتجاج من برشلونة.

وحتى في الدوري الإسباني، خسر برشلونة لقب 2014 بسبب إلغاء هدف صحيح لميسي في اللحظات الأخيرة أمام أتلتيكو مدريد. إذا كان هناك تحكم خارجي كما يروج بيريز، فكيف تركت تلك البطولة دون أي احتجاج؟

الآن، يسعى بيريز للظهور كحارس العدالة والنزاهة في كرة القدم، بينما تتحول قناة ناديه الرسمية إلى أداة ضغط غير مسبوقة على الحكام. آلة ترهيب تجعل أي حكم يتردد ألف مرة قبل اتخاذ أي قرار ضد الفريق الأبيض، لأن النتيجة قد تكون تأثيرا سلبيا على مسيرته المهنية.

الحقيقة أن الحقبة التي هيمن فيها برشلونة لم تكن بحاجة إلى تدخل الحكام. ففي ليلة 6–2 داخل البرنابيو، وفي ليلة 5–0 الشهيرة، لم يكن نيجريرا هو من يصنع الأهداف مستغلا مهارات تشافي أو ميسي، بل كانت كرة القدم هي التي صنعت الفارق. وحتى لو افترضنا خياليا أن نيجريرا ساعد برشلونة محليا، فما الذي يفسر هيمنة هذا الجيل على كامل القارة الأوروبية في تلك الفترة؟

وإذا طبقنا منطق بيريز نفسه عن الفوارق غير الطبيعية، تكشف أرقام ضربات الجزاء حجم التناقض في روايته. ريال مدريد حصل في فترته على حوالي 200 ركلة جزاء مقابل نحو 158 لبرشلونة، فارق يقارب أربعين ضربة لصالح الفريق الذي يدعي المظلومية. وحتى عندما دخلت تقنية الفيديو استمر التفاوت، موسم 2022–2023 شهد حصول ريال مدريد على 12 ركلة جزاء مقابل ركلتين فقط لبرشلونة.

وعند جمع جميع ركلات الجزاء التي حصل عليها ريال مدريد خلال آخر 4 مواسم وخصم ما احتسب ضده، يظهر أن رصيده الصافي يقترب من 27 ركلة، بينما لم يحصل برشلونة إلا على سبع فقط. فإذا كان اختلاف عدد البطاقات بالنسبة لبيريز دليلا على فساد برشلونة، فكيف يبرر هذا الكم الهائل من ضربات الجزاء لصالح فريقه؟

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC