الأوروبيون يقترحون قيادة "قوة متعددة الجنسيات" في أوكرانيا
هل على أوكرانيا التخلي مؤقتا عن حلمها بالانضمام إلى الناتو مقابل ضمانات أمنية أمريكية؟ هذا السؤال يطرح اليوم مع انطلاق الجولة الحاسمة لمحادثات برلين، التي يسعى من خلالها زيلينسكي إلى إيجاد مخرج من حرب مستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
في خطوة غير مسبوقة، أعلن زيلينسكي استعداد كييف لتقديم تنازلات محدودة، تشمل تأجيل الطموح الأطلسي مؤقتا، مقابل الحصول على ضمانات أمنية أمريكية قوية، تحمي أوكرانيا من أي هجوم روسي محتمل بعد التوصل إلى اتفاق سلام.
هذه التطورات تأتي في ظل ضغوط أمريكية متزايدة على كييف لقبول تسوية عادلة وقابلة للتطبيق، دون التنازل عن الأراضي الأوكرانية الحالية، وخصوصا في شرق البلاد، حيث تبقى خطوط التماس حامية ومصدر قلق مستمر.
الجولة الحالية في برلين ليست مجرد اجتماعات دبلوماسية روتينية، بل مفصلية، فهي تجمع كبار المفاوضين الأمريكيين، وعلى رأسهم جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، مع قادة أوكرانيين وأوروبيين، في محاولة لإيجاد صيغة توقف نزيف الحرب وتمنح أوكرانيا حماية حقيقية على المدى الطويل.
موسكو لا تزال متحفظة.. تواصل هجماتها المحدودة في شرق أوكرانيا، ومعتمدة على إبقاء الضغط على كييف، لكن الرهان الأوكراني قائم على النفوذ الأمريكي، فكما قال زيلينسكي: "إذا كانت الولايات المتحدة جادة في إنهاء هذه الحرب، فإن روسيا ستكون مضطرة إلى تقديم تنازلات".
خطة السلام الأوكرانية، التي قدمتها كييف، تحاول الموازنة بين الواقع السياسي والمطالب الشعبية، فهي تقرر عدم التخلي عن أي أراض حالية، وتترك الباب مفتوحا للانضمام إلى الناتو في المستقبل، بينما تعرض في الوقت نفسه وقف إطلاق النار على طول خطوط التماس كحل مرحلي لإيقاف النزيف.
إذا هل تتخلى أوكرانيا عن الناتو؟ الجواب المؤقت يبدو نعم، ولكن ضمن شروط دقيقة، ضمانات أمريكية قوية، واحترام السيادة الأوكرانية، وعدم التنازل عن الأراضي، وفتح المجال للانضمام إلى الحلف في المستقبل.
